بعد الشعور بالهزائم الإقليمية قطر تسعى للفوضى فى السودان

بعد الشعور بالهزائم الإقليمية: قطر تسعى للفوضى فى السودان

بعد الشعور بالهزائم الإقليمية: قطر تسعى للفوضى فى السودان

 صوت الإمارات -

بعد الشعور بالهزائم الإقليمية قطر تسعى للفوضى فى السودان

بقلم - عماد الدين أديب

لن تقبل الدوحة، بأى شكل، وبسهولة، الإقرار بأى هزيمة إقليمية مهما كان الثمن ومهما كانت الخسائر.

لذلك لا تتوقف عن التصعيد فى السودان وليبيا وغزة، ولا تتوقف عن دعم جماعة الإخوان، ولا تتوقف عن السباب والشتائم عبر «الجزيرة» ووكلائها الإعلاميين حول العالم.

آخر حالات الردود القطرية على نجاح القمم الخليجية والعربية والإسلامية فى مكة وعلى خسائرها فى تحالفاتها الداخلية فى ليبيا والسودان هو الآتى:

1- الإعلان الرسمى عن الرفض القطرى لبيانَى قمتَى مجلس التعاون والجامعة العربية تحت دعوى رفضها لما جاء فى البيانين، لأن فيهما عبارات ومقاطع غير مقبولة، وأنهما سُلما إلى الوفود فى وقت متأخر، ولم يعطَ الوفد القطرى الوقت اللازم للاطلاع عليهما.

المذهل أن الوفد القطرى فى كل هذه القمم لم يعترض بكلمة واحدة.

لاحِظ أن قطر هى الوحيدة التى احتجت من ضمن 56 دولة حضرت 3 قمم.

وأعلنت قطر دعمها المستمر لإيران التى ترتبط معها باتفاقات أمنية وعسكرية وتجارية وتشاركها فى أكبر حقل غاز فى العالم.

2- نشاط الأجهزة القطرية فى تسخين الأوضاع الداخلية فى السودان بعد خسارتها الكبرى بفقدان حكم عمر البشير الذى حاول اللجوء لدعم الدوحة فى زيارته الأخيرة لها فى يناير الماضى.

وتكرر شعور الدوحة بمرارة الخسارة بعد خسارتها للواء «بن عوف» المرتبط بجماعة الإخوان السودانية، والعديد من رموز الدولة العميقة.

دفعت كل من الدوحة وأنقرة مؤخراً أموالاً لا حساب لها لتحريك الأوضاع داخل السودان ضد المجلس الانتقالى العسكرى.

العلاقة بين قطر والسودان فى عهد عمر البشير فيها «ارتباط قوى» و«تنسيق أمنى» ومصالح تجارية وعسكرية وشخصية.

الاستثمارات القطرية فى السودان تبلغ 3٫7 مليار دولار، وهى خامس أكبر مستثمر أجنبى، وهناك تمويل حكومى قطرى للصناعات العسكرية السودانية، وتمويل لبناء قاعدة عسكرية تركية فى جزيرة سواكن بـ4٫7 مليار دولار كان الهدف منها تهديد الأمن القومى المصرى.

وليس مستغرباً أن تعتبر الدوحة وأنقرة أن المجلس الانتقالى الحالى عدو لمصالحهما، وأنه لا بد من إسقاطه بأى ثمن.

ولم تتوقف وسائل الإعلام القطرية والأخرى التابعة لتركيا الناطقة بالعربية عن فعل الدور ذاته تحت دعوى أن ما حدث فى السودان هو «انقلاب» وليس ثورة، وأن الحل هو إسقاط المجلس وتسليم السلطة لقوى مدنية معظمها موالية للإخوان والتيارات الموالية تماماً لقطر والمعادية لمثلث مصر والسعودية والإمارات.

وما حدث فجر أمس فى الخرطوم من اقتحام الاعتصام من قِبل جهات الأمن والجيش هو استنساخ قصة ميدان «رابعة» فى القاهرة، بحيث يتم تصوير الوضع فى السودان:

1- إسقاط المجلس العسكرى.

2- القصاص للشهداء منذ 11 أبريل حتى الآن.

3- توقف التفاوض بين القوى المدنية والمجلس العسكرى.

4- إعلان القوى التابعة للدولة العميقة للعصيان المدنى وإحداث حالة من الشلل التام فى البلاد.

5- تشويه صورة الحكم الحالى فى السودان و«تجريم» سلطته واعتباره قوى «معادية للديمقراطية». وجاء بيان السفارة الأمريكية فى الخرطوم ليعكس هذا الموقف تماماً، والذى أكد فى نصه: «أنه لا يمكن اعتبار المجلس العسكرى قادراً على الحكم وإدارة شئون البلاد بعد ذلك».

وما نراه فى الساعات المقبلة تنسيق كامل بين التجمع من أجل التغيير وتجمع المهنيين، والسفارة الأمريكية، وحلفاء قطر وتركيا فى السودان على أساس أن ما قبل الثالث من يونيو يخالف ما بعده.

بالطبع لا أحد فى الدنيا سوى قطر وتركيا كان يريد أى صدام بين قوى الأمن والجيش من ناحية وقوى مدنية من ناحية أخرى.

إنه نموذج «سابق التجهيز» يتم استحضاره واستنساخه وتسخينه بهدف الوصول إلى الهدف المعلوم وهو إدانة القوى التى قامت بفض الاعتصام بصرف النظر عن أهداف الاعتصام أو نوايا القائمين عليه أو ما يخطط داخله.

باختصار قام «البشير» منذ 30 عاماً بانقلاب وقام الجيش بقيادات موالية له بالانقلاب عليه لحماية المؤسسة العسكرية خوفاً من انفلات الأمور، ثم حدث فى أقل من 48 ساعة انقلاب من قيادة المجلس «على الانقلاب على الانقلاب».

ما يحدث الآن هو تحريك الشارع ضد المجلس العسكرى غير الموالى للمصالح القطرية - التركية المؤيدة للدولة العميقة المؤسسة خلال 30 عاماً فى جميع الأجهزة بجماعات الإسلام السياسى وعلى رأسها جماعة الإخوان المرتبطة بالتنظيم الدولى فى لندن.

نحن إزاء معركة صراع إقليمى ودولى على الملعب السودانى، وبأدوات سودانية، سوف يدفع ثمنه كعادة مثل هذه الصراعات الشعب الطيب الصبور فى كل زمان ومكان، ونعود إلى الفيلم التراجيدى الجديد الذى يبدأ بـ«يسقط.. يسقط» وينتهى بـ«ارحل.. ارحل»!

السؤال الكبير: هل فض الاعتصام هو بداية فض الدولة الوطنية فى السودان؟

الأيام القليلة المقبلة حُبلى بميلاد مخاض جديد.

المصدر :

الوطن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد الشعور بالهزائم الإقليمية قطر تسعى للفوضى فى السودان بعد الشعور بالهزائم الإقليمية قطر تسعى للفوضى فى السودان



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا

GMT 07:51 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه المصري يرتفع أمام الدولار بنسبة 10.3% منذ بداية 2019

GMT 14:09 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إليسا تعود لإحياء الحفلات في مصر وتلتقي بجمهورها

GMT 10:49 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"تويوتا" تعدل أحدث نموذج من سيارتها التي يعشقها الملايين

GMT 06:15 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

هاني سلامة يفقد الذاكرة في مُسلسله الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates