عن الزيارة والنفي ونفي النفي قراءة في سياقات لقاء نيوم ودلالاته في الزمان والمكان ومصالح

عن الزيارة والنفي و"نفي النفي" قراءة في سياقات "لقاء نيوم" ودلالاته في الزمان والمكان ومصالح

عن الزيارة والنفي و"نفي النفي" قراءة في سياقات "لقاء نيوم" ودلالاته في الزمان والمكان ومصالح

 صوت الإمارات -

عن الزيارة والنفي ونفي النفي قراءة في سياقات لقاء نيوم ودلالاته في الزمان والمكان ومصالح

عريب الرنتاوي
بقلم - عريب الرنتاوي

تبدو الرواية التي تحدثت عن زيارة قام بها بنيامين نتنياهو رئيس حكومة إسرائيل للسعودية، ولقائه ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان في مدينة "نيوم" على شاطئ البحر الأحمر، أكثر "تماسكاً" و"صلابة"، من الرواية التي نفت الزيارة واللقاء...الأولى؛ تعددت مصادرها وتنوعت (بعضها سعودي)، وأحدثت موجة من التداعيات في تل أبيب وواشنطن: حرب اتهامات بين غانتس ونتنياهو، وأحاديث عن "جولة انتخابية" يقوم بها مايك بومبيو في "الوقت المستقطع"، ومزيد من الهدايا لإسرائيل، و"تفخيخ" منهجي منظم لمسار إدارة جو بايدن في السياسة الخارجية، بموازاة الاستمرار في وضع العراقيل على طريق الانتقال بين إدارتين في الداخل.

أما الرواية الثانية، نفي الزيارة، فقد اقتصر على "تغريدة" نشرها وزير خارجية المملكة، بالإنجليزية ابتداءً، وفَهِم منه موفد "سي إن إن" في الرياض، أنها تحتمل أكثر من تفسير، ولم تكن مشفوعة كالعادة في حالات كهذه، بنقد "الافتراءات" وإدانة" التجني، والتنديد بمحاولات "تشويه" مواقف المملكة...أما "نفي النفي" فقد أوردته وول ستريت جورنال، وعلى لسان مستشارين سعوديين اثنين...نميل لتصديق الرواية الأولى، ونقترح ثلاثة احتمالات لتفسير الثانية:
الأول؛ أن يكون نتنياهو قد أخل بالتزام مسبق بإبقاء الزيارة واللقاء طي الكتمان، وهذه عادته (وغيره من المسؤولين الإسرائيليين) على أية حال، سيما وأن الرجل بأمس الحاجة للكشف عن "اختراق نوعي" كهذا، لأسباب داخلية تتعلق بصراعه من أجل البقاء، وخارجية تندرج في سياق مساعيه لـ"تكبيل" إدارة جو بايدن، و"تفخيخ" مقاربتها الجديدة نحو إيران وحلفائها، ومن ضمنها العودة المحتملة للاتفاق النووي.

الثاني؛ أن الزيارة قد رتبت على عجل، ومن دون تشاور كافٍ بين أجنحة الحكم في المملكة، وأنها رتبت رد فاعل غاضب من قبل العاهل السعودي، الذي تواترت الأنباء خلال العامين الفائتين بشأن تحفظه وحذره الشديدين حيال التقارب و"التطبيع" مع إسرائيل، قبل الوصول إلى حل للقضية الفلسطينية أو التقدم على هذا الطريق، خشية انعكاسات ذلك على المجتمع السعودي الذي لم يجهز بعد، لاستدارة بهذا الحجم، أو تحسباً لتحدي الدور القيادي للمملكة في العالم الإسلامي، من قبل منافسين "متربصين": تركيا، إيران، وربما الباكستان.

الثالث؛ أن يكون "التسريب" و"التأكيد" و"النفي"، من ضمن عملية إعداد للرأي العام، وتهيئة للكشف رسمياً عن الزيارة واللقاء، وربما توطئة، لخطوات لاحقة مشتركة، في مواجهة ما يرى الطرفان، السعودي والإسرائيلي، أنه تهديد مشترك: إيران، ولتنسيق الخطوات بين أهم حليفين لواشنطن في المنطقة، لمواجهة أية خطوات ومواقف "غير مرغوبة" قد تقدم عليها إدارة بايدن بعد العشرين من يناير القادم.
ما الذي تريده الأطراف من الزيارة واللقاء؟

بالنسبة لمايك بومبيو، الذي لم يعد لديه ما يفعله، سوى تقديم المزيد من "الهدايا" لإسرائيل، وفي الملفين الفلسطيني والإيراني خاصة، فالرجل لا يكف عن ممارسة الضغوط (اقرأ الابتزاز) لدول عربية وإسلامية لحفزها على تطبيع علاقاتها مع تل أبيب، مسؤولون سعوديون سبق وأن تحدثوا عن "ضغوط هائلة" تتعرض لها المملكة للالتحاق بقطار التطبيع، وهو جعل من جولته الأخيرة في المنطقة، "منصة" لإطلاق بيانات انتخابية، قد تساعده على "حشد التأييد" لانتخابات 2024 الرئاسية الأمريكية، فضلاً بالطبع، عن خلفيته العقائدية والسياسية، التي تضعه في سلة واحدة مع اليمين الإسرائيلي.
بالنسبة لنتنياهو، فهو يخوض رهان عمره السياسي: تطبيع العلاقات مع العرب دون أي تنازل للفلسطينيين، واستبدال "السلام مقابل السلام" بـ “الأرض مقابل السلام"، والزيارة واللقاء في توقيتهما الإسرائيلي الراهن، ربما يكونان آخر "طوق نجاة" لحياته السياسية والشخصية، في مواجهة المنافسين عن يمينه وشماله، دع عنك أمر "المسار القضائي" والتحقيق الذي فتح في "صفقة الغواصات".

بالنسبة للأمير محمد بن سلمان، تندرج فكرة "التطبيع" مع إسرائيل، في أكثر من سياق: (1) التنسيق في مواجهة أي "انحراف" يمكن أن تستحدثه إدارة بايدن عن سياسات ترامب، "أقصى الضغوط"، على إيران، وعودتها المحتملة للاتفاق النووي مع طهران، باعتبار ذلك عامل تغيير “Game Changer”، من شأنه المس بتوازنات القوى ودينامياتها في الإقليم برمته...(2) التحضير لاجتياز "الخطوة الأخيرة" على طريق العرش، بما تمليه من "إعادة ترميم" لصورته في الأوساط الأمريكية – الغربية، بعد الشروخ المتراكمة التي استحدثتها سياستيه الداخلية والخارجية خلال السنوات الخمس الماضية.

من هنا تكتسب الزيارة واللقاء، أهميتهما، إن لجهة التوقيت أو المكان...لجهة التوقيت، هي "هدية" و"عربون وفاء" لإدارة ترامب التي منحت ولي العهد "شيكاً على بياض" طوال أربع سنوات، وهي "تمهيد" لمقدم إدارة بايدن، التي قد توقف العمل بهذا "الشيك"، أو تشترط وجود توقعين عليه، لغاية "تسييله": توقيع أمريكي يسبق التوقيع السعودي...أما من حيث المكان، فهو محمّل بالدلالات، فمدينة "نيوم" على البحر الأحمر، ومنذ الكشف عنها، أثارة فيضاً من الأسئلة والتساؤلات، حول دور إسرائيلي محتمل في مشاريعها واستثماراتها وبناها التحتية الممتدة على جغرافيا أربع دول، واختيارها كمكان لانعقاد أول قمة سعودية - إسرائيلية (مصادر إسرائيلية تقول أنها ليست الأولى)، يكرس صورتها كحاضنة "للتعاون الإقليمي" في مرحلة "ما بعد التطبيع".
خطوات احتوائية واستباقية
سبقت الزيارة والقمة، جملة من المواقف والخطوات السعودية، التي ساهمت في نزع طابع "المفاجأة" عنهما، فالرياض رحبت باتفاقات التطبيع التي أبرمتها الإمارات والبحرين مع إسرائيل، و"التسريبات" الإسرائيلية رفيعة المستوى، تحدثت عن دور سعودي محفزٍ لهذا المسار ومشجع عليه، والمملكة سمحت للطيران المدني الإسرائيلي بعبور أجوائها إلى الخليج وآسيا، و"موانئ دبي" استحصلت على موافقة سعودية بتشغيل خط بحري بين إيلات وجدة، والمسؤولون الكبار في المملكة، ما انفكوا يتحدثون عن استعداد سعودي للتطبيع الكامل مع إسرائيل، يسبقه اتفاق سلام مع الفلسطينيين أولاً...ومن يتتبع الخطاب السياسي والإعلامي السعودي، يلمس حجم "التحولات" التي طرأت عليه، لجهة إعادة النظر في صورة إسرائيل وموقعها على قائمة التحديات والتهديدات التي تمس أمن المنطقة والمملكة.
واللافت للانتباه، أن المملكة استبقت الزيارة واللقاء، بسلسلة من المواقف، التي لا يمكن تفسيرها بمعزل عن سياق "التهيئة والتحضير" لخطوة بهذا الحجم، سيما مع مجيء إدارة أمريكية جديدة، "غير مواتية" تماماً للتطلعات السعودية...من هذه المواقف، التبشير المستمر والمتزايد بقرب إغلاق ملف المصالحة الخليجية – الخليجية، واللغة الجديدة في التعامل مع تركيا، بوصفها دولة صديقة، والعلاقة معها دوماً، أخوية وبناءة، والكشف عن "تطلعات" بتوسيع التعاون بين الجانبين في قادمات الأيام...الاتصال الهاتفي الذي أجراه العاهل السعودي مع الرئيس التركي، يكشف الكثير من هذه التحولات.

لماذا تركيا وقطر؟...في ظني أن المملكة تدرك أن المتاعب الأكبر يمكن أن تأتيها من الدوحة وأنقرة، وحلفائهما من جماعات الإسلام السياسي، إن هي قررت القفز بخطوات واسعة وسريعة على مضمار التطبيع مع إسرائيل، وهي بحاجة لـ"تبريد" بعض الجبهات الساخنة في سياستها الخارجية، إن هي أرادت تعزيز مكانتها لدى إدارة بايدن ومواجهة ما قد تأتي به من ضغوطات على الرياض...وأحسب أن "اليد السعودية" الممدودة لخصوم الأمس في العاصمتين المذكورتين، ستقابل بيد ممدودة منهما، سيما من أنقرة، التي تستشعر بدورها، قدراً كافياً من القلق حيال إدارة بادين، وللبحث صلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن الزيارة والنفي ونفي النفي قراءة في سياقات لقاء نيوم ودلالاته في الزمان والمكان ومصالح عن الزيارة والنفي ونفي النفي قراءة في سياقات لقاء نيوم ودلالاته في الزمان والمكان ومصالح



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 21:47 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند
 صوت الإمارات - عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
 صوت الإمارات - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
 صوت الإمارات - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات
 صوت الإمارات - غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

GMT 14:42 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 17:17 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 19:08 2015 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

طقس فلسطين غائمًا جزئيًا والرياح غربية الأربعاء

GMT 02:06 2016 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

"سامسونغ" تطلق Galaxy S7 قريبًا

GMT 14:46 2014 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق كتاب للشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان

GMT 22:58 2015 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

سامسونغ تربح المليارات والفضل للهاتف "S6"

GMT 14:40 2017 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

كلاب الدرواس تهاجم الناس وتقتل المواشي في مقاطعة صينية

GMT 07:31 2013 السبت ,24 آب / أغسطس

الصين ضيفة شرف معرض إسطنبول للكتاب

GMT 04:15 2016 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

ديمو P.T يعاد تطويره في لعبة Dying Light

GMT 09:00 2015 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

شركة "سوني" تكشف رسميًا عن هاتفها "إكسبريا زي 4"

GMT 06:14 2014 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

كوثر نجدي تطرح مجموعة جذّابة من فساتين السهرة

GMT 05:31 2018 الأحد ,18 شباط / فبراير

نادي الفروسية في الرياض ينظم حفل سباقه الـ"52"

GMT 11:23 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

جمعية "أم القيوين" الخيرية تتفاعل مع المسنين في عام زايد

GMT 14:49 2016 الخميس ,03 آذار/ مارس

المخ يدخل في صمت عندما نتحدث بصوت عال
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates