حكومة الاستيطان واليمين الأكثر تطرفاً

حكومة الاستيطان واليمين الأكثر تطرفاً

حكومة الاستيطان واليمين الأكثر تطرفاً

 صوت الإمارات -

حكومة الاستيطان واليمين الأكثر تطرفاً

عريب الرنتاوي

لم تكن عقارب الساعة سوى سكاكين حادة النصال بالنسبة لنتنياهو وهو يجري أصعب المفاوضات مع نفتالي بينت لتشكيل حكومته الرابعة (الرابعة والثلاثين منذ النكبة)، وتحت ضغوطها الحادة، أجبر الزعيم المتغطرس على تقديم أوسع وجبة من التنازلات لممثل المستوطنين وزعيم أحد أكثر الأحزاب تطرفاً في إسرائيل: ثلاثة وزراء ونائب وزير ورئاسة لجنتين في الكنيست، دع عنك التعهد بتمرير قانون “برافر” الهادف مصادرة أراضي الفلسطينيين في النقب ... وليس مستبعداً أن يكون التصديق على بناء 900 وحدة استيطانية جديدة، جزء من الصفقة التي “استبسل” نتنياهو لإبرامها للوصول إلى حاجز الـ “61” مقعداً، الضرورية لتشكيل الحكومة، بعد أن نفذ الوقت المقرر إلا من تسعين دقيقة فقط. نحن إذاً، أمام الحكومة الأكثر يمينية وتطرفاً، ربما منذ قيام إسرائيل ... الائتلاف المشكل يستند إلى كل من حزب الليكود (30 نائباً) وحزب كولانو(10 نواب) وحزب يهدوتهتوراه (6 نواب) وحزب شاس(7 نواب) وحزب البيت اليهودي (8 نواب)، بمجموع 61 مقعداً. قبل الجولة الأخيرة من المفاوضات مع “البيت اليهودي”، وإثر الصفعة التي تلقاها نتنياهو من شريكه وحليفه في السنوات الماضية أفيغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا (6 مقاعد)، كان الرجل قد خضع لأبشع عمليات الابتزاز، كلفت الخزينة ما لا يقل عن عشرة مليارات شيكل لاسترضاء الأحزاب المؤتلفة، فضلاً عن معظم الحقائب الوزارية، وبصورة بات معها من الضروري التسريع بإقرار تشريع جديد لزيادة عدد أعضاء الحكومة من 18 وزيراً إلى 22 وزيراً. لاحتواء مناخات القلق التي سيطرت على عواصم القرار الدولي، يسعى أركان الليكود في بث رسائل مفادها أن “التشكيل الحكومي” ليس نهائياً، وأن نتنياهو يسعى في توسيع حكومته وضم “المعسكر الصهيوني” إلى صفوفه في مرحلة لاحقة ... ردة الفعل الفورية جاءت من اسحق هيرتسوغ: “لن نسلك المجاري المسدودة لهذه الحكومة” ... أما تسيبي ليفني فتعهدت بالبقاء على مقاعد المعارضة وعدم الانضمام إلى الائتلاف ... لم يبق أمام نتنياهو سوى معاودة الكرة ثانية مع صديقه الغاضب: ليبرمان. لكن، رغم حصولها على أٌقل أغلبية ممكنة، تبدو حكومة نتنياهو متماسكة ومرشحة للبقاء... القلق لا يساور الرجل على سقوط وشيك للائتلاف بعد أن أشبع حاجات ومطالب مختلف مكوناته، مبعث الطمأنينة لدى نتنياهو أن “وحدة هذا المعسكر” تتخطى الحسابات والمصالح، إلى “الإيديولوجيا”، أيديولوجيا الاستيطان والتوسع والعدوان والعنصرية ... بدلالة أن أيليتشاكيدوزيرة العدل الجديدة في الحكومة، هي صاحبة الدعوة الشهيرة لحرق أطفال غزة، وهي تتولى حقيبة العدل، في الوقت الذي اشتهرت فيه، بكرهها وعدائها الشديدين لمحكمة العدل العليا، أرفع منبر قضائي في إسرائيل؟! على أية حال، هي حكومة حرب وعدوان، توسع وتهويد واستيطان ... وظيفتها سد مختلف الطرق والمنافذ التي يمكن أن تتسلل منها “عملية السلام” و”حل الدولتين” ... وليس مفاجئاً أن يتزامن الإعلان عن تشكيلها مع التوقيع على بناء وجبة جديدة من الوحدات الاستيطانية، التي من المرجح أن تتكاثر على نحو غير مسبوق في السنوات الأربع المقبلة. حكومة “الوجه البشع” لإسرائيل، ربما تكون “الضارة النافعة” بالنسبة للفلسطينيين ... إسرائيل شنت الحروب والاعتداءات وتوسعت في الاستيطان تحت قيادة حكومات متعاقبة، يمينية ويسارية، وهذه الحكومة ستواصل سيرة من سبقها من حكومات والائتلافات، مع فارق واحيد، قد يصب لصالح الفلسطينيين، وهو أنها حكومة تثير اشمئزاز المجتمع الدولي، وتتسبب في زيادة مشاعر القلق والتحسب في أوساطه، وقد تفضي سياساتها الفظّة” إلى فرض عزلة على إسرائيل وزيادة الانتقادات الدولية لها، وتحميلها وزر التعثر في مسار السلام والمفاوضات و”حل الدولتين”، وإذا ما أجاد الفلسطينيون والعرب اللعب بما لديهم من أوراق، فربما تستيقظ إسرائيل على أسوأ كوابيسها، وتواجه أسئلة “الشرعية” التي طالما نجحت في تجنب مواجهتها، بل وفي منع الآخرين حتى من طرحها. اليوم التالي لمراسيم تقديم الحكومة والتصويت على الثقة بها، هو اليوم الأول لحلقة جدية من حلقات المواجهة الفلسطينية – الإسرائيلية، واستتباعاً، المواجهة الأردنية – الإسرائيلية سواء على خلفية ملفات الحل النهائي أو فيما تعلق بقضية الرعاية الهاشمية للأقصى والمقدسات، وعلى الأردنيين والفلسطينيين معاً، أن يكونوا في أعلى درجات الجاهزية والاستعداد للمنازلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكومة الاستيطان واليمين الأكثر تطرفاً حكومة الاستيطان واليمين الأكثر تطرفاً



GMT 04:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 04:14 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 04:14 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 04:13 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 04:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 04:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 04:11 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 04:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بين قاهر.. وقاتل

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 14:42 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 17:17 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 19:08 2015 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

طقس فلسطين غائمًا جزئيًا والرياح غربية الأربعاء

GMT 02:06 2016 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

"سامسونغ" تطلق Galaxy S7 قريبًا

GMT 14:46 2014 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق كتاب للشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان

GMT 22:58 2015 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

سامسونغ تربح المليارات والفضل للهاتف "S6"

GMT 14:40 2017 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

كلاب الدرواس تهاجم الناس وتقتل المواشي في مقاطعة صينية

GMT 07:31 2013 السبت ,24 آب / أغسطس

الصين ضيفة شرف معرض إسطنبول للكتاب

GMT 04:15 2016 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

ديمو P.T يعاد تطويره في لعبة Dying Light

GMT 09:00 2015 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

شركة "سوني" تكشف رسميًا عن هاتفها "إكسبريا زي 4"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates