لا أدري ما الذي يدفع طبيب الطب الشرعي والسميات مدير مستشفيات البشير الدكتور محمود زريقات، إلى إصدار فتوى طبية تقول “إن مصابي فيروس كورونا بعد تعافيهم، سيلحق بهم الضرر ويتأثر الجهاز التنفسي لديهم، يصاحبه العديد من الأمراض كضيق في التنفس ونقص الأوكسجين”.
ولا أعلم علميًا وطبيًا ما مدى دقة هذا الكلام، وهل يسمح تخصص الدكتور زريقات إلى إصدار مثل هذا الكلام، ليس الخطير فقط، بل المحبط والمميت للذين أصيبوا وتعافوا بعد ذلك.
شخصيًا، بتواضع شديد، لم أقرأ تقريرا منذ بداية الجائحة، ولم أسمع خبرا من منظمة الصحة العالمية، ولا الأطباء المتخصصون في الفيروسات يؤكدون الحتمية التي أشار لها الدكتور زريقات.
في هذه الأيام؛ ونحن نقترب من الوصول إلى لقاحات عديدة لفيروس كورونا، نحتاج إلى رفع المعنويات، لمغادرة سنة كبيسة من عمر الإنسانيّة، دمرت فيها الحالة النفسانية والاقتصادية والاجتماعية لعموم البشر.
العالم يستعد الآن لعملية توزيع لقاح كورونا مع تطور واختراق علمي وتقني تسمح حسب تقارير علمية موثوقة بإرسال الحمض النووي لكورونا الى جسم الإنسان بحيث يبقى أسبوعا فيه كما أن احتمال اختراق الخلية عالٍ جدا، يبدأ بعدها الجسم إنتاج مضادات للفيروس.
إزاء هذه التطور علينا أن نُعلّي الصوت ونقول: “يحيا العلم” وعلى الأصوات الأخرى أن تصمت، بل عليها في هذه الظروف الصعبة أن تعمل على رفع معنويات العاملين في القطاع الصحي مهما كان واقع الحال، فليس من مصلحة أحد انهياره، وعلينا أن نبني على سلوك الأردنيين الإيجابي في الفترة الماضية، بحيث يصبح سلوكًا عامًا في زمن الكورونا وما بعد الكورونا.
علينا أن نتخيل شكل العالم بعد اليوم الثاني من انتهاء جائحة كورونا،
وهل يعود إلى طبيعته وشكله وخصائصه وتحالفاته مثلما كان سابقا.
لقد غيّر الكورونا تفاصيل حياة البشر في كل أصقاع الأرض، فهل بعد تجاوز المحنة سيعود الإنسان إلى سابق عهده.
في أيام الكورونا ظهرت اشكال عديدة من طرق التفكير، هناك من يؤمن حتما أنها معركة بيولوجية ونحن فقط فئران لتجاربها، وهي بين القوتين الاقتصاديتين الكبيرتين في العالم أميركا والصين.
وهناك من يرفض هذا التفكير نهائيا، ويبحث مع من يبحثون في العالم لإيجاد مصل سريع يوقف هذا الوباء بعيدا عن التفكير المؤامراتي الذي يؤمن أن القرار في يد الحكومة الخفية التي تدير العالم.
بعد الكورونا، هل سنتذكر الفيديوهات والمعلومات التي قيلت في بداية الجائحة بأن الكورونا ليست جديدة اعتمادا على فيديو جاء في فيلم سينَمِيٍ او تحقيق في مجلة، أو أغنية ذكرت كلمة كورونا.
عشرات بل مئات الفيديوهات وصلت هواتفنا جميعا عن آخر المعلومات حول محاربة العالم للكورونا، تصريحات للسياسييين وقادة دول، وتعليقات لعلماء يفسرون الفايروس.
علينا أن نهدأ ونعِش الحياة مثلما نُحب ونرفع وعي أسرنا بمتطلبات مواجهة الجائحة، ونفعل ذلك مع جيراننا ومحيطنا ومن نؤثر فيهم.
الدايم الله…