بقلم - أسامة الرنتيسي
في اتفاقية التطبيع الإماراتية الإسرائيلية، التي لم تأخذ حيزا كبيرا في الحياة العامة ولا في ردود أفعال بعض الدول حتى أن أقرب الأقربين لهما التجؤوا إلى الصمت، ومن أطلق ردود فعل كانت إما باهتة او متخوفة أو محذرة من السياسات الاسرائيلية التي لم تحترم يوما معاهدات او اتفاقيات.
وحده ترامب احتفل على طريقته، بينما نتنياهو تحدث بعنجهيته المعروفة، حتى انه لم يحترم نصوص الاتفاقية التي لم توقع بعد.
الفلسطينيون كانوا الأكثر وضوحا في رفض وإدانة هذه الاتفاقية، وبخطاب صريح قالوا إننا لم نطلب من أحد التحدث باسمنا، أو اتخاذ مواقف والذهاب إلى إسرائيل حتى يحافظوا على الأرض الفلسطينية، ومن يرِد التعامل والاعتراف والتطبيع مع إسرائيل له ما يريد من دون الارتكاز على أعدل قضية في العالم، والتفاهم مع آخر إحتلال في العالم.
أبرز ما ظهر في تفاعلات الاتفاقية ما يتعلق بالقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، حتى ثار في الأوساط شعار “الدحلانيون قادمون…”.
صحيح أن نجم دحلان خفت كثيرا في الفترة الماضية إلا أنه يبقى خبرا كيفما تحركت الأحداث من حوله، ووصل الأمر إلى نشر أخبار ان دحلان يدعم قوائم انتخابية في الأردن.
آخر ظهور للقيادي المفصول وغير المرغوب فيه من قبل الشعب الفلسطيني جاء بعد المسلسل الاماراتي “أم هارون” الذي عُرض في رمضان الماضي وأثار ضجة كبيرة.
يومها؛ صحيفة اسرائيلية “Times of Israel” قالت إن محمد دحلان يُسهم بـ 40٪ من أسهم شركة جرناس للإنتاج الفني الإماراتية التي أنتجت المسلسل الدرامي سيئ الذكر “أم هارون” الذي وصفته الصحيفة بالمتعاطف مع الديانة اليهودية بالتشارك مع شركة الفهد الكويتية.
وأضافت الصحيفة “إن الشركة حققت أرباحًا كبيرة خلال الفترة الأخيرة، وأحمد الجسمي مدير عام الشركة تَعرّف إلى المخرج المصري محمد العدل خلال وليمة غداء أقامها محمد دحلان بحضور فنانين وإعلاميين من السعودية والكويت بمشاركة شخصيات يهودية من إسرائيل”.
لم يتم التحقق من خبر الصحيفة الإسرائيلية، لكن كل شيء يركب على دحلان فهو رجل بزنس في شتى أنواع التجارة، والاتهامات حوله كثيرة؛ من تجارة السلاح، إلى تجارة المعلومات الاستخبارية، والبزنس في السياسة.
ستبقى أخبار محمد دحلان مثيرة، لأنه يدور حول شخصيته الكثير من الشبهات منذ أن كان رجل أمن غزة القوي الذي سقط خلال ساعات في مواجهة قوات حماس في حركة الانقلاب العسكري عام 2007، والمتهم بمحاولة الانقلاب على شرعية عرفات، وبعد ذلك على عباس.
وسيبقى دحلان، المستقر حاليا في دولة الإمارات العربية، ويعمل مستشارا رسميا لولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد، ويمول وسائل إعلامية، يشكل عنصر استفزاز للرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي قام بفصله من حركة فتح وهو يعرف جيدا أن دحلان مدعوم بقوة؛ إسرائيليا وأمريكيا وأوروبيا، ولديه أصدقاء عرب كثيرون، وحماية قد لا تتوفر لأي قيادي فلسطيني غيره.
في مباحثات واي ريفير 1998، بين الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون والمرحوم ياسر عرفات، طلب كلينتون من مصور البيت الأبيض أن يأخذ له صورة مع دحلان، وقال يومها هذا من الزعامات الشابة المقبلة في العالم العربي، والبقية عندكم….
الدايم الله..