علي العمودي
مع كل شهيد تزفه الإمارات، تحف به الدعوات الطيبات والتضرع للخالق عز وجل أن يسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء، يتعاظم الشعور بالفخر والاعتزاز لدى كل من تشرف بالانتماء لهذا الوطن، وهو يرصد هذه المشاعر الجياشة والفياضة بحب الإمارات وقيادتها الذي يسكن الجميع، وهم يتسابقون للوقوف إلى جانب ذوي الشهداء الذين نالوا الشرف العظيم، واصبحوا نجوماً متلألئة في جوزاء وعلياء المجد، ونايفات البذل والعطاء. وفي مقدمة الحضور دوما، شيوخنا الكرام حفظهم الله، ليجسدوا معنى عظيماً من معاني التلاحم الوطني والترابط الذي يميز اللحمة الوطنية والنسيج الإماراتي الخالص.
بالأمس رأيناهم يتقبلون العزاء في شهداء الوطن جمعة الحمادي وخالد الشحي وفاهم الحبسي، وقبلهم سيف الفلاسي وعبدالعزيز الكعبي وهزيم آل علي، وغيرهم من شهداء الوطن، إنها صورة وقفة العائلة الواحدة في الوطن الواحد تحت سقف «البيت المتوحد».
وهي وقفة أبناء الوطن الواحد خلف القيادة الحكيمة، وتلبية نداء الواجب لصون أمن الوطن والذود عنه انطلاقاً من النهج الراسخ لقيادة الإمارات ورؤيتها الثاقبة بأن المصير واحد وأمن الخليج واحد، والخطر واحد وكذلك العدو.
ومن هنا كانت دوما المواقف التاريخية المشرفة لقواتنا المسلحة، وهي تسجل بأحرف من ضياء ونور رسالة الإمارات للعالم، عوناً للشقيق وسنداً للصديق. ومن تلك الرؤية كانت لها مشاركاتها وأدوارها المتميزة والساطعة في الكثير من ساحات الشرف من لبنان ونزع الألغام عن بلداته الحدودية في أضخم عملية من نوعها تشهدها منطقتنا العربية خلال العقود الأخيرة، واستعادة الحق في عملية تحرير الكويت، وكذلك «إعادة الأمل» في الصومال وعمليات الإغاثة في أفغانستان وكوسوفو.
وها هي اليوم وضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية تسطر بمداد من ذهب للتاريخ عملية تحرير اليمن من الانقلابيين، وإعادة الشرعية صونا لأمن موطن العرب الأول وحماية لخليجنا العربي من أطماع إيران ومن والاها ممن يريدون إلهاء بلداننا الخليجية عن مسيرتها التنموية التي حققت الرخاء والازدهار ورغد العيش لشعوبها، وجرها لمستنقع الخلافات والاحترابات الطائفية والمذهبية كالتي نجحت بتفجيرها في العديد من المجتمعات التي تسللت إليها وتغلغلت فيها تحت شعارات جوفاء رعناء.
كل قطرة من دماء شهدائنا الزكية تزيدنا يقينا وتمسكاً براية الحق والانتصار للحق، رحم الله الشهداء والنصر حليف الأوفياء والشرفاء.