علي العمودي
حضرت مع مجموعة من الزملاء الإعلاميين، أمس الأول، لقاءً كريماً يتجدد كل عام بمناسبة الدورة الجديدة من مهرجان سلطان بن زايد التراثي بمنطقة سويحان برعاية ومتابعة سموه، وتشرفنا بلقائه والتحاور معه في قصر ناهل حول أهمية المهرجان ورسالته.
كان حواراً ولقاءً من القلب للقلب، حمل العديد من الرسائل التي عبرت عن الاهتمام الكبير والرفيع الذي يوليه سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، للحفاظ على التراث والرياضات التراثية، وبالذات سباقات الهجن وغيرها، والتي تنتعش معها أنشطة وأسواق شعبية تحفظ للموروث حيويته وألقه، وتجعله حاضراً وشاخصاً أمام الأجيال.
اهتمام يجسد النظرة للتراث وأدواته، باعتباره من صور الارتباط والحفاظ على الهوية الوطنية، وهي قضية بالغة الأهمية في عصرنا الحاضر، حيث التواصل الكوني والعولمة الذي يتطلب الانفتاح على تطور العلوم وتقنيات العصر وحضارات العالم، مع الحفاظ على الهوية الوطنية وأدواتها.
كان اللقاء صريحاً شفافاً، وسموه يدعو الإعلام وأهله لتحمل مسؤولياتهم وتفهم حجم أمانة الكلمة المسؤولة الملقاة على عاتقهم، وعبر عن رؤية القيادة لدور الإعلام والصحافة في عرض النقد الهادف الذي يسهم في البناء وتعزيز المسيرة المباركة لأرض هذا الوطن المعطاء.
لقد عبر الحضور الجماهيري الكبير للمهرجان عن المكانة التي تحققت له، بفضل رعاية ومتابعة سموه لفعالياته المتنوعة وجوائزه الكبيرة، والتي استقطبت جموع المشاركين من داخل الدولة وبلدان دول مجلس التعاون الخليجي، الذي يرون فيه منصة للتواصل واللقاء بين الأشقاء في منطقة ذات تراث عريق ثر وحافل يعتز كل من فيها بارتباطه بالتاريخ والتراث و«الأصايل»، التي تعد جزءاً أصيلاً في الذاكرة الشعبية لشعوب المنطقة، ولا زالت.
الزائر للمهرجان يلحظ انبهار ضيوفه الأوروبيين والأجانب بالصلة الوثيقة بين أبناء الإمارات وتراثهم، رغم التطور المذهل في ظل النهضة الشاملة للبلاد خلال العقود القليلة الماضية، ليس ذلك فحسب، بل توظيفهم تقنيات العصر لخدمة هذه الرياضات التراثية.
أحد هؤلاء الضيوف كان يتحدث عن الاهتمام الرفيع للشيخ سلطان بن زايد ودولة الإمارات إجمالاً بالتراث والتاريخ، وصون كل ما يتعلق به والحفاظ عليه في وقت تترك فيه ذاكرة الأمم مهملة في بقاع شتى من هذا العالم، دون أن يدرك الضيف أن ذلك أحد أسرار معجزة الإمارات، حفظها الرحمن من شر كل حاقد وحاسد، فشكراً «بو هزاع».