علي العمودي
لم يكن غريباً أن يطل علينا سياسي فاشل، وهو مهرج بمعنى كلمته كالرئيس التونسي السابق «غير المنصف المرزوقي»، يتخرص ويهذي بحق الإمارات ومواقفها المبدئية المعروفة للقاصي والداني، والمشهود لها إقليمياً ودولياً. ولكن دائماً هكذا الفاشلون والمهرجون يعلقون فشلهم على الآخرين، وبالذات الناجحين.
لقد كانت حياة ومسيرة غير المنصف سلسلة متصلة من الإخفاقات، وحلقات من التهريج السياسي قادته لتحالفات غير متوازنة مع تيارات غير متناسقة التوجه والفكر من«النهضة» إلى«دواعش تونس»، وكانت فترته على قصرها في قصر قرطاج من أسوأ الحقب التي مرت بها تونس. وعندما انحسرت عنه الأضواء، وقال الشعب التونسي الشقيق كلمته فيه، لجأ إلى مسرحياته التهريجية، كما في تمثيلية محاولة كسر حصار غزة، وما لبث أن أشهر جوازه الفرنسي ليمضي محفوفاً بالدرك الإسرائيلي ليعود إلى فرنسا.
إن مثل هذه المواقف التهريجية الموتورة لغير المنصف وأمثاله لن تنال من النهج المبدئي الراسخ الذي لا تحيد عنه الإمارات بالوقوف المشرف مع الأشقاء، وتمكينهم من اجتياز ظروف مفصلية في مختلف مراحل التاريخ.
لقد كانت الإمارات خير عون ومغيث للأشقاء والأصدقاء في تونس وغير تونس، لأنها تنطلق من مبدأ، ولا تقوم على أهواء أو منافع شخصية. مبدأ قامت عليه ومضت به، وكانت دوماً محل تقدير الجميع. والدليل الرد الحاسم من «الخارجية التونسية» على تخرصات المهرج الموتور وجماعات الفشل السياسي المتسربلة برداء الدين من«الإخوان» وعصابات«النهوض للخلف» ممن أوغر صدورهم النجاحات المتتالية للإمارات على الساحتين العربية والدولية، والتجربة التنموية الملهمة التي أرستها ووضعت مواطنيها في صدارة أسعد شعوب العالم. بينما لم تكن سياسات أمثاله من المهرجين إلا فشلاً متصلاً، والمثال أمامنا واضح من مآلات ما يجري في بلدانهم ومن بينها تونس الخضراء التي يريد أعداء الحياة وخفافيش الظلام العودة بها إلى الوراء وتحويلها إلى شلالات من الدماء تروي عطشهم للسلطة، ونحن نرى الإرهابيين من «دواعش العصر» وعصابات الإسلام السياسي يعيثون خراباً ودماراً وسفكاً للدماء في تونس التي كانت بلد الفرح الدائم ودرة المتوسط.
وهذا هو الفارق بين من يملك وضوح الرؤية والإرادة والتصميم على البناء والتنمية وخدمة شعبه، وبين محترفي الفشل والكذب والتهريج السياسي.
وستظل الإمارات صرحاً شامخًا منيراً مزدهراً، ولو كره الكارهون من أمثال «غير المنصف» وجماعاته ومن لف لفهم.