بقلم : علي العمودي
صباح أمس، كنا على موعد مع افتتاح مميز للدورة الخامسة للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي بالشارقة، وقد أضفى عليه ألقاً وبهاءً الحضور الآسر لسلطان الثقافة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والذي يُعد رمزاً لحرص القيادة على التواصل والتفاعل مع أبنائها المواطنين، وهي تولي الإعلام بكل صوره كل الاهتمام والرعاية، ولاسيما قطاع«الاتصال الحكومي»، باعتباره شرياناً مهماً من شرايين التواصل بين الدولة والمواطنين والرأي العام إجمالاً.
وقد أثمر الاهتمام الذي توليه القيادة للإعلام ومؤسساته بيئة مثالية وإيجابية للعمل الإعلامي الراقي والهادف، تمثل ليس فقط في ازدهار أدواته ووسائله المحلية، بل وجعل من هذه البيئة موئلاً لشبكات وفضائيات عربية ودولية، ومراكز إقليمية لوكالات أنباء عالمية. بيئة تعتمد على قيم آمنت بها الإمارات وعملت على ترسيخها ونشرها، وكان إعلام الإمارات مجسداً لتلك القيم المبشرة بالتسامح والعدالة والمساواة وقوة الانتماء للوطن والولاء المطلق لقيادته ورسالتها في تعزيز مبادئ التعايش والتسامح والتلاقح والتفاعل الحضاري من دون إقصاء، ونبذ التطرف والتعصب وكراهية الآخر.
في كلمته السامية أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على مبدأ إعلامي مهم يتعلق بـ«تسمية الأشياء بمسمياتها»، باعتباره ذلك من ركائز الشفافية المطلوبة في الرسالة الإعلامية والاتصال والتواصل بين المرسل والملتقي في عالم يمور ويموج بالمتغيرات والتغييرات المتسارعة، وبالأخص فيما يتعلق بنقل المعلومة. ولم يتردد سموه في إيراد مثال على«تسمية الأشياء بمسمياتها»، بدعوته تصحيح شعار المنتدى من«نحو مجتمعات ترتقي» إلى«نحو مجتمعات تتقدم»، وهو التصحيح الذي التقطه بسرعة بديهية معالي الدكتور سلطان الجابر وزير دولة، رئيس المجلس الوطني للإعلام.
وجاء تتويج الشارقة عاصمة للصحافة العربية2016 بالأمس، تعبيراً عن المكانة المتميزة للإمارة والدولة في صناعة الإعلام وتوفير البيئة الصحية والمثالية لرسالته الهادفة، التي تقوم على خدمة الحقيقة وضمان وصولها للرأي العام من دون تشويه.
لقد حشد المنتدى في دورته الخامسة ثلة من المسؤولين والمتحدثين يمثلون إضافة نوعية في مسيرته ورسالته لتطوير منظومة الاتصال الحكومي والارتقاء بها، والبناء على الدروس المستفادة من التجربة وإرهاصاتها. والمنتدى يسدل الستار على فعالياته اليوم، نتوجه بالشكر والتقدير للزملاء والمسؤولين في مركز الشارقة الإعلامي، والجنود المجهولين الذين جعلوا منه حدثاً قيماً ننتظره بشغف عاماً بعد عام.