علي العمودي
ممارسة حضارية وسلوك راقٍ لمديرية المرور والدوريات، بشرطة أبوظبي، بتنظيمها حواراً مع مجموعة من السائقين المخالفين لقانون السير والمرور، وضوابط تزيين المركبات باليوم الوطني وغيره من المناسبات، تجنباً لتكرار ارتكابهم مخالفات وممارسات لا تتماشى مع الشعار الذي كانت قد أطلقته قبيل بدء الاحتفالات، ودعت فيه الجمهور، وبالذات سائقي المركبات، إلى الاحتفال والابتهاج بالمناسبة الغالية علينا جميعاً، وبروح الاتحاد من دون مخالفات».
لم يكن التعبير عن الفرح في يوم من الأيام يتمثل في إزعاج الآخرين وتعريض حياتهم للخطر، بممارسات وتصرفات تفتقر للحد الأدنى من الذوق والسلوك الإنساني والحضاري القويم، ناهيك عما تسببه من أذى للآخرين والأضرار بممتلكاتهم.
تجيء هذه الممارسة الحضارية من قبل «مرور» و«شرطة أبوظبي» لتؤكد رؤية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بأن القانون ومؤسسات تنفيذه، وفي مقدمتها أجهزة وزارة الداخلية، وُجدت لحماية المجتمع وأفراده، وبأن التواصل مع مختلف شرائح المجتمع وتوعيتهم بالقانون من أهم وسائل وأدوات تحقيق السلامة للجميع في وطن المؤسسات والقانون واحترام حقوق الإنسان.
كما يؤكد الحرص على الحوار، وفي إطار تلك الرؤية الحضارية، أن تحرير المخالفات وتحصيل عائداتها لم تكن له الأولوية قدر ما تحظى به من أهمية غرس الوعي والارتقاء به، ليصبح معه كل فرد في المجتمع عنصرا فاعلاً وشريكا أساسيا في صون واحة الأمن والأمان التي ينعم في ظلالها الجميع بالطمأنينة والاستقرار.
وعندما نشرت شرطة أبوظبي شبكة من الردارات الذكية لتعزيز السلامة والأمان، لم ير البعض ممن لا ينظرون سوى للنصف الفارغ من الكأس، غير جانب تحرير المخالفات، وتحصيل الغرامات، ولم ينظروا للهدف الأسمى من وراء العملية والمتعلق بتحقيق «سلامة مرورية مستدامة للمحافظة على حياة الإنسان الذي يعتبر أهم ثرواتنا، وغاية التنمية»، كما تؤكد دائماً وزارة الداخلية وإداراتها والمسؤولون فيها. وتناسى هؤلاء كيف ترصد وزارة الداخلية وشرطة أبوظبي حصيلة مزادات لوحات الأرقام المميزة لصالح ضحايا الحوادث المرورية التي لا تحصد أرواحاً بريئة فحسب، وإنما تُخلّف أشخاصاً في ريعان الشباب ومقتبل الحياة على كراسي متحركة بقية العمر. جهد كبير تقوم به الوزارة وإدارات المرور، يتطلب منا جميعاً الالتفاف حولها لوقف هذا النزيف المستمر والمتواصل على طرقنا.