علي العمودي
من جديد، تضع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية دعامة جديدة على طريق تحقيق الأمن والاستقرار العالمي بمبادرة المملكة العربية السعودية الشقيقة بقيادة سلمان الحزم، تشكيل تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه. وتجيء المبادرة المباركة بتشكيل التحالف الجديد، الذي يضم أكثر من 30 دولة، بعد أن صاغت بلداننا الخليجية مفهوماً جديداً للأمن والتحالف، عندما أطلقت التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن من خلال عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل اللتين أجهضتا أحلام ومخططات التوسع الإيراني وما يحمل من أخطار مباشرة على الأمن الخليجي والعربي إجمالاً.
التحالف الجديد رسالة لكل دول العالم أن بلداننا الإسلامية هي الأكثر معاناة من الإرهاب الذي قوض استقرار العديد من المجتمعات في بلدانها، وسفك دماء الأبرياء فيها، ودمر مقدراتها، وشرد شعوبها، وجعلهم نازحين ومشردين داخل وخارج أوطانهم. والشواهد لا تعد أو تحصى. وكان للعديد من الدول في منطقتنا تجاربها ومعاناتها من سرطان الإرهاب والتطرف، والذي يتخذ من الإسلام رداءً وقناعاً. وكانت السعودية والبحرين والكويت الأكثر استهدافاً. وهنا في الإمارات حاول تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي اختراق اللحمة الوطنية، وتنفيذ مخططه الإرهابي ضد نظام الحكم في البلاد، فكانت لهم بالمرصاد اليقظة العالية للعيون الساهرة من رجال الأمن، بارك الله فيهم وفي جهودهم التي قطعت عليهم الطريق، وبددت أحلامهم وأوهامهم، مع ما يسمى بالربيع العربي، ونسوا أننا في ربيع دائم من التلاحم والالتفاف حول قيادتنا التي قدمت للعالم أنموذجاً ملهماً في بناء الأوطان وإسعاد الشعوب.
التحالف الإسلامي الجديد تحرك عملياً وعسكرياً على أكبر مستوى من التنسيق بالمستويات كافة لاجتثاث سرطان الإرهاب الذي تحول إلى خطر وجودي يهدد البشرية والحضارة الإنسانية جمعاء. وينبغي علينا جميعاً توحيد جهود المشاركة فيه بكل قوة. فخطر الإرهاب لا يقتصر أو يتهدد دولة بحد ذاتها، خطر عابر للحدود والقارات، ولا وطن أو دين له. خطر استفحل وتوحش وتغول، مستفيداً من وجود أنظمة فاشلة هنا أو هناك، واستفاد من أوضاعها، ليتمدد ويهدد وجود الإنسان في كل مكان، وخير شاهد على ذلك أحداث أفغانستان طالبان، و«شباب» الصومال، و«يمن» المخلوع علي عبد الله صالح.
التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب جسد الرفض بأن يكون الإرهاب ورقة مساومة بيد البعض في لعبة التوازنات والمصالح.