علي العمودي
يجيء التقدير الواسع والكبير للفتة الإنسانية لقائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، بالإفراج عن مواطنين قطريين أدانتهما محكمة أمن الدولة في قضيتين مختلفتين، تعبيرا عن الاعتزاز بنهج اتسمت به الإمارات بلاد «زايد الخير» في الحرص على علاقات الأخوة ووشائج القربى بين دول وأبناء مجلس «التعاون»، وضمن البيت الخليجي الواحد، والعمل دوما لكل ما يعزز قواعده وبنيانه.
وكما تأتي على قدر الكرام المكارم، وخُلق «العفو عند المقدرة»، جاءت اللفتة السامية من لدن قائد حكيم حصيف تعالى فوق كل ما تسببت به مثل هذه الندوب في بدن سفينة العمل الخليجي، وجعلها بنبل الفرسان شيئا من الماضي بالنظر والتعامل مع تحديات الحاضر والمستقبل.
لقد كانت تلك الندوب تتعلق بقضايا تابعها الرأي العام أولاً بأول عبر الصحف المحلية، التي كانت تنقل تفاصيلها بكل شفافية لدى عرضها أمام قضائنا العادل الذي قال كلمته، وجاءت توجيهات رئيس الدولة حفظه الله، لتجسد الإحسان في أبلغ صوره، انطلاقا من حرص تسمو به إمارات الوفاء لتعزيز العلاقات بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين. لفتة نتمنى استيعاب دلالاتها وغاياتها، سيما ونحن نواجه في منطقتنا الخليجية ظروفا دقيقة غير مسبوقة، تعد بالغة الخطورة، وهي تستهدفنا في منطقة تكالبت عليها الأحقاد، وتركزت حولها الحسابات والأجندات الخبيثة التي تعتبرها جزءا من مخططاتها الإقليمية لتكريس هيمنة طرف معروف بعداواته، وسياساته الاستفزازية الرافضة للشراكة المتساوية والجيرة الإيجابية في هذه المنطقة الحيوية من العالم.
وبهذا الحس العالي بالمسؤولية نتعامل مع ما يدور حولنا، بدءًا من الانقلاب على الشرعية في اليمن الشقيق، والمشاركة في عمليتي «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» لأهلنا هناك، وحتى التفجير الإرهابي لمسجد القديح بالقطيف الذي استهدف اختراق اللحمة الوطنية في المملكة العربية السعودية الشقيقة.
اللفتة الإنسانية الحكيمة لأبي سلطان جاءت بينما يحتفل مجلس التعاون الخليجي بمرور 34 عاما على ولادته في أبوظبي. ولم يكن ليمضي بثبات ونجاح لولا حكمة القادة وحرصهم على إنجاحه باعتباره البيت الواحد للمصير المشترك والمصالح المشتركة لدوله وشعوبه، في «خليجنا الواحد»،وكان ذلك بالحكمة ،«وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً» صدق الله العظيم.