علي العمودي
القرارات الثلاثة التي أصدرها معالي صقر غباش وزير العمل يوم أمس، والتي تدخل حيز التنفيذ اعتباراً من مطلع العام المقبل، تنظم العملية التعاقدية للعمالة في الدولة، وتعد نقلة نوعية في مسارات متعددة تؤكد في المقام الأول حرص الدولة على حماية حقوق كل الأطراف وتعزيز الشفافية في كافة مراحل هذه العملية، وفي غيرها من الميادين والمجالات.
كما أنها تؤكد حالة التطوير المستمر والمتابعة الدائمة للتشريعات ومدى مواكبتها للنهضة الشاملة التي تشهدها البلاد، وما ارتبط بها من نمو وتطور في سوق العمل في وطن يمضي بقوة نحو اقتصاد المعرفة، وشهد تطويراً مستمراً حتى في مناهجه التعليمية والأكاديمية بمختلف مراحلها الدراسية ليواكب مخرجاتها متطلبات سوق العمل وتطلعاته الطموحة في بيئة متواصلة النمو والازدهار ضمن مناخ للأعمال يعد أنموذجا مشرفا بشهادة العالم. ونجحت في استقطاب كفاءات عالمية عالية وآخرين من ذوي المهارات المتوسطة والمتدنية على حد سواء.
لقد جاءت القرارات الثلاثة التي أسهبت صحفنا المحلية في استعراض تفاصيلها، لتؤكد الالتزام الكامل والتام لسد ثغرات في الإجراءات واللوائح السابقة كانت تُستغل من بعض ضعاف النفوس للإجحاف بحقوق الآخرين، واستغلها أصحاب المآرب الخبيثة والحاقدين في محاولاتهم النيل من الصورة الزاهية للإمارات، وطن الحقوق ودولة المؤسسات والقانون.
أولئك الحاقدون الذين ترتفع أصواتهم بالعواء والعويل ضد الإمارات من أكشاك الارتزاق تحت ستار«حقوق الإنسان»، يتجاهلون مثل هذه المبادرات الراقية التي دأبت الإمارات وقيادتها ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية على أخذ زمامها بتطوير تشريعاتها وقوانينها أينما تطلب الموقف وظهرت الحاجة. وما قامت به وزارة العمل من نظام الأجور والقرى العمالية وغيرها من المبادرات يُعد نماذج ساطعة في هذا المجال.
لقد كانت مسألة احترام وصون حقوق العمالة من الأولويات التي حظيت باهتمام الدولة، ومن أعلى المستويات فيها، ضمن استراتيجية شاملة لتعزير مسيرة التنمية وخدمة برامج وجهود الاستدامة. ومن هذا المنطلق تابعنا البرامج والخطط التي عملت عليها وزارة العمل، وواصلت المضي فيها لخدمة نحو خمسة ملايين عامل من200 جنسية من مختلف أنحاء العالم يحظون بكل التقدير والاحترام وصون الحقوق في بلد التعايش والتسامح من دون تمييز للون أو معتقد أو عرق.
ترحيب دوائر الأعمال والعمال والمنظمات الدولية بالقرارات الجديدة لوزير العمل حمل التقدير والاعتزاز بريادة الإمارات في مبادراتها المتواصلة لتظل دائماً منارة ساطعة مزدهرة، ترحب دوماً بـ«شركائنا في التنمية».