علي العمودي
انطلقت بعد ظهر أمس الأول المحاضرات الرمضانية في المجلس العامر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبحضور سموه.
كانت البداية بمحاضرة موضوعها في غاية الأهمية، وفي ظرف دقيق تمر به الأمتان العربية والإسلامية، وفي محاضرته بعنوان «التصورات الخاطئة عند التيارات المتطرفة»، فند الدكتور أسامة السيد الأزهري المزاعم الباطلة لتلك التيارات لتقويض أمن واستقرار الأوطان وتبديد مقدرات وطاقات الأمم والشعوب.
فاضت صحفنا المحلية بالأمس في تغطيتها للمحاضرة القيمة وموضوعها الحساس الذي أسهب فيه المحاضر بسعة اطلاعه وتمكنه من الموضوع الذي حشد له الحجج والبراهين والأدلة، ولكن ما وددت التوقف أمامه، سؤال طرحه الزميل هلال خليفة مقدم المحاضرة للمحاضر في ختامها عن مسؤولية صون الأوطان في ظل الموجات المتتالية من التيارات المتطرفة وجماعاتها التي تتصيد الأغرار، وتحاول جرهم إلى مستنقعاتها وبركها الآسنة، وجحور القتل والتدمير التي يتخندق فيها «الأبوات الجدد».
وكان الرد، الذي هو قناعتنا جميعاً، بأنها مسؤولية كل فرد فينا، آباء وأولياء أمور، وعلماء دين في المقام الأول يقومون بدحض الافتراءات على الدين الحنيف من قبل تلك الفئات الضالة والمضلة. لم يكن دين الحق في يوم من الأيام رخصة عامة للقتل والتدمير والتكفير لكل من اختلف مع الآخر.
تتعاظم المسؤولية في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به الأمة، ونحن نرى «خوارج العصر» يظهرون في بقاع عدة من عالمنا العربي والإسلامي، وينسفون أهم مقوم من مقومات الإنسان، الانتماء للوطن، بزعم بناء دولة «الخلافة»، وتحت تلك المزاعم الباطلة هُدمت بيع وصوامع ومساجد يذكر فيها اسم الله، وأريقت دماء الأبرياء ودُمرت الموارد وتعطلت الطاقات.
وكما قال المحاضر: «كل إنسان على أرض الوطن صمام أمان في الوطن، والدين والعلم الصحيح والانتماء، أمانة معلقة في أعناق الجميع، وهذا واجب الجميع». وفي طيات ذلك دعوة لكل أب وولي أمر بأن يقترب أكثر من أبنائه، بضع دقائق تساهم في إبعادهم عن مكامن ومزالق الخطر الذي بات محيطاً عبر الفضاء الإلكتروني، ومن وراء كلام منمق لمتاجر بدين الحق.
نسأل الله أن يحفظ إماراتنا من كل شر، ويديم عليها النعم تحت سقف «البيت المتوحد».