علي العمودي
بيان مجلس الوزراء الموقر، عقب جلسته أمس الأول برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أكد حجم الفخر والاعتزاز بتضحيات أولئك الأبطال من رجال قواتنا المسلحة الذين استشهدوا ذوداً عن الحق، ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، لدعم الشرعية وإعادة الأمن والاستقرار لليمن الشقيق، والوقوف إلى جانبه في مواجهة عصبة من الانقلابيين والمتمردين.
وثمّن الروح الجديدة التي سرت في كافة ربوع إمارات الخير والعطاء، وقلوب أبنائها رجالًا ونساءً، شيباً وشباباً، ومشاعرهم التي توحدت تحت سقف «البيت المتوحد» في لحظات مفصلية من تاريخ الوطن الغالي.
صفحات من نور وضياء بدماء كوكبة من شهدائنا البررة، عززت مسيرة وطن يمضي بثبات لصون مكتسباته وإنجازاته والحفاظ على ما تحقق لأبنائه من رفاهية ورخاء ونماء وازدهار في واحة من الأمن والأمان.
لقد كان هذا التلاحم الوطني العظيم الذي تجلى في صور ومظاهر عدة خلال الأيام القليلة الماضية محل فخر واعتزاز الجميع، وعبر عن متانة اللحمة الوطنية لتظل ملهمة للأجيال على مختلف مراحل تاريخ الإمارات، والأجيال التي توارثت تلك القيم عبر العصور.
كما حمل بيان مجلس الوزراء الموقر رؤية قيادتنا الرشيدة ومواقفها في الانتصار للحق ونصرة المظلوم أينما كان، بالتأكيد أن المساهمة الإماراتية الفعالة في عمليتي «عاصفة الحزم» و «إعادة الأمل» جاءت إدراكاً ووعياً بموقع ومكانة اليمن الشقيق، كعمق استراتيجي ليس للإمارات وحسب، بل لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، و«مكون أساسي من مكونات أمننا الخليجي المشترك». و أن «الدفاع عنه والعمل على إعادة الشرعية والاستقرار لربوعه هو حماية لأمن ومكتسبات كافة دول الخليج العربي».
ومن هذه الرؤية الاستراتيجية كانت مبادرة الإمارات وبرامجها التنموية والإنسانية نحو موطن العرب الأول، والحرص التام على عدم تركه وحيداً في هذه الظروف بالغة الدقة التي يمر بها اليمن، ويدفع ثمنها غالياً جراء تراكمات عقود من التهميش وغياب التنمية وسط متاهات الفقر والجهل والمرض. مما تسبب في جعل مناطق عدة منه ملاذاً للتنظيمات الإرهابية المتطرفة، استخدمتها سلطة فاسدة للاستمرار في البقاء قبل انهيارها المريع وسقوط القناع عنها، وستظل راية الإمارات دوماً خفاقة وتبقى عوناً للشقيق والصديق.