القاهرة - صوت الامارات
حظيت الزيارة التاريخية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى الهند باحتفاء وحفاوة استثنائية، تهاوت معها قواعد البروتوكول والمراسم التقليدية للترحيب بضيف الهند الكبير، بما يعبر عن مكانة سموه ومستوى العلاقات المتميزة بين البلدين والشعبين الصديقين.
وجاءت الزيارة التاريخية وما تمخضت عنه من تأكيد للمواقف المشتركة والتفاهمات الموقعة والبيان المشترك لتضع لبنة جديدة في مسار هذه العلاقات، وترقى بها باتجاه شراكة القرن الاستراتيجية.
في ذات فترة الزيارة وأصدائها الساطعة، وما حظيت به من اهتمام ومتابعة محليا وإقليميا وعالميا، كانت هناك مبادرة بسيطة عميقة الدلالات عظيمة المعاني، حيث كانت إحدى البلدات الصغيرة في الهند، البلد المترامي الأطراف والأقرب لقارة، تحتفي بوصول مجموعة من أبناء الإمارات، قدموا إليها للمشاركة في حفل عرس ابن طباخ يعمل لدى عائلة أحد شباب المجموعة منذ أكثر من 17 عاما. اغرورقت عينا ذلك الطباخ وقد فوجئ بهم، بعد أن قطعوا آلاف الأميال ليشاركوه في أحد أجمل وأسعد المناسبات، وهو يزف نجله عريسا.
شباب لم تتكفل رحلتهم أية جهة أو توجههم تعليمات للقيام بها، وإنما روح تميز أبناء الإمارات في تعاملهم مع من حولهم أو ممن يعملون معهم مهما كانت جنسياتهم أو أعراقهم أو معتقداتهم. تربية تربوا عليها، وغرس أصيل نشؤوا عليه، وقناعات آمنوا بها مستمدة من نهج التسامح والتعايش الذي رسمه الآباء المؤسسون لهذا الوطن الغالي، ومضت عليه قيادتنا الحكيمة. نهج مستمد من ديننا الحنيف وتقاليدنا العربية الأصيلة. هناك العديد مثل هذه المبادرات الحضارية الراقية في مجتمع الإمارات لا يستوعبها أصحاب العقول الضيقة والصدور الحاقدة، ممن لم يعد لديهم شاغل سوى توجيه سهام أحقادهم باتجاه الإمارات التي أوغرت صدورهم بنجاحاتها وما حققت لشعبها، وما تقدم للشعوب الشقيقة والصديقة. الأكشاك المتاجرة بحقوق الإنسان والأبواق الحاقدة لا تتوقف أمام الإنجازات والصور الحضارية الزاهية، لأن من يقف خلفها يقبع في مستنقع أحقاده، و«كل إناء بما فيه ينضح».
شكرا للمشاركين في تلك المبادرة الحضارية الراقية البسيطة، والشكر موصول للزميل الإعلامي منذر المزكي صاحب المبادرات الخيرة، والتقدير والإعزاز لكل من حرص أن يكون سفيرا فوق العادة لإمارات الخير والعطاء، ومثلها خير تمثيل بحسن معاملته وسلوكياته في كل مكان.