علي العمودي
كثيرون ربما لم يسمعوا بمدينة «شيخ» في شمال الصومال، المدينة ذات المناخ المعتدل على مدار العام، ويعد بارداً نسبياً قياساً لمناطق الجوار. ذات مرة مع اشتداد حرب الأشقاء في ذلك البلد الشقيق، كنت مع اثنين من متطوعي «الهلال الأحمر الإماراتية» في مهمة لتوصيل شحنة مساعدات إغاثية عندما قيل لنا، إن أعداء الحياة أطلقوا ثلاثة صواريخ تجاه المدينة الوادعة بغية إثنائنا عن توصيلها، ولكن الله سلم ولطف ووصلت الشحنة إلى مستحقيها.
بعد سنوات عدت إلى هرجيسا عاصمة جمهورية أرض الصومال المعلن استقلالها من جانب واحد قادماً من جيبوتي على متن طائرة روسية متهالكة، يبدو أنها كانت مخصصة لنقل المواشي جراء الروائح داخلها. وجدت الإقليم ينعم بسلام واستقرار وازدهار وتطور عمراني وسياسي بصورة مغايرة بمقدار 180 درجة عما يجري جنوب البلاد في ظل غياب حكومة مركزية تبسط سيطرتها على أقاليم الدولة المتفككة كافة منذ انهيار نظام سياد بري في يناير1991.
أمس الأول، سطع نجم مدينة «شيخ» لدى تكريم الفائزين بجائزة زايد لطاقة المستقبل، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وعدد من قادة العالم ورؤساء الوفود المشاركة في أسبوع أبوظبي للاستدامة يتقدمهم الرئيس المكسيكي إنريكه نييتو، وذلك حين تقدم صبي من طلاب مدرسة «أس أو أس أتش جي» لتسلم الجائزة عن فئة الجائزة العالمية للمدارس الثانوية لمشروعها الرامي تنفيذ «مشاريع الطاقة وعقد ورشات عمل تعليمية. وتركيب ألواح شمسية وتوربينات رياح تنتج حوالي 40 ميجاواط في الساعة خلال فترة افتتاح المدرسة التي تمتد لتسعة أشهر إضافة إلى تركيب بطارية بطاقة 4 كيلوواط في الساعة لتخزين الطاقة الشمسية».
المدرسة تعود لخمسينيات القرن الماضي عندما أسسها البريطانيون الذين كانوا يفضلون البلدة لاعتدال طقسها قياسا بأجواء المدن الأخرى الحارة في الإقليم. وأجبرتها أحداث الحرب على إغلاق أبوابها قبل أن تعاود فتح أبوابها عام 2002 بإشراف منظمة «قرى الأطفال» «أس أو أس»، وينصب تركيز المدرسة على تدريس مادتي العلوم والرياضيات، «شيخ» تسطع من جديد بدعم الإمارات رائدة الطاقة الإيجابية ونثر الفرح والتفاؤل بالمستقبل.