علي العمودي
في لحظات متتالية، كنا أمام مشاهد تعبر عن روح هذا الوطن ووحدته وتلاحمه، وصلابة نسيجه ولحمته الوطنية، لقد كان مشهد وقوف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة يتقبل العزاء في شهيد الوطن والواجب هزيم عبيد آل علي مع أفراد أسرته، مؤكداً لهم ولصغاره بأن «مصابكم مصابنا، وسأكون معكم على الدوام»، يجسد مشاهد من روح، تُميز الإمارات وأبناءها والعلاقة بين الحكام والشعب، وقيادة حاضرة دوماً بينهم في مختلف الظروف والمناسبات والأوقات.
الروح ذاتها كانت حاضرة وأبناء الإمارات يتابعون بقلق الأسرة الواحدة أنباء هجوم إرهابي خسيس لعصبة من إرهابيي «الشباب» الصومالية على قافلة إغاثية إماراتية في مقديشو.
هجوم لخص خِسة ودناءة وجبن الإرهاب ومن يقف وراءه، فالعصابة التي تتشدق بالإسلام انتهكت حرمة الشهر الكريم، وقتلت أبرياء صوماليين مرافقين لإخوانهم الإماراتيين في طريقهم لإغاثة فقراء ومحتاجين، ضمن قافلة إنسانية للهلال الأحمر الإماراتي الذي تحرم القوانين والمواثيق والأعراف الدولية التعرض لها ومثيلاتها من قوافل المنظمات والهيئات الإنسانية، فما بالك إذا كان المجرم يزعم أنه مسلم، بينما لا يمت بتصرفاته وأفعاله للإسلام بشيء؟.
الاستنكار الواسع لهذا الفعل الدنيء والخسيس، والتضامن العربي الدولي مع الإمارات في وجه الإرهاب يمثل تقدير واعتزاز العالم بالدور الإنساني والخيري والدبلوماسي لها، ولمساهمتها في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، وغيرها من مناطق العالم، وهو محل فخر واعتزاز أبناء الإمارات الذين يعتزون ويفخرون بقيادتهم وبقواتهم المسلحة.
نم قرير العين يا شهيد الوطن، فقد أديت الأمانة مع إخوانك ممن سبقوك إلى الشهادة، وستظل الإمارات أمانة في المقل وبين المهج، وأنتم فخر وطن سيظل دوماً بإذن الله عوناً وسنداً للشقيق والصديق.
نسأل الله أن يكون مثواك الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وستظل راية الإمارات ترفرف عالياً في مواقف المجد والشرف على الرغم من أنف أولئك الإرهابيين الذين سيتم اجتثاثهم وقطع دابرهم طال الزمن أم قصر، وأينما كانت قيعان الجحور التي يختبئون فيها، اعتماداً على الله وبعزيمة رجالنا في القوات المسلحة، وبمشاركة كل الشرفاء وأهل الحق في العالم .
حفظ الله الإمارات من كل شر، وأدام النعم عليها وروح الوطن.