علي العمودي
تجيء توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بإطلاق برنامج رفاهية المعلم لتؤكد اهتمام ورعاية القيادة لأهم عنصر في العملية التربوية والتعليمية، وحجم التقدير للعاملين في أسمى وأقدس المهن، وتجسد التطلعات للارتقاء بالمعلم ودوره التفاعلي في عملية بناء وصناعة الأجيال، وبما يحقق أهداف الأجندة الوطنية ورؤية الامارات2021.
وجاءت التوجيهات بضرورة تحقيق التفاعل والتناغم المطلوب بين المناطق التعليمية ووزارة التربية والتعليم من جهة، والعاملين في الميدان التعليمي والتربوي من جهة أخرى، بحيث يستقيم الأداء ويتعاظم المردود والناتج عن روح الفريق الواحد الذي يصبو لتحقيق المسؤوليات المناطة به بكل نجاح وتميز، وتودع معه تلك النظرة التي ترسخ الانطباع والاعتقاد بأن البعض يعمل كما لو أنه جزيرة منعزلة تغرد خارج السرب.
لا تكاد تمر مناسبة تتعلق بالتعليم والعاملين فيه، إلا وتؤكد قيادة الإمارات ضرورة تحقيق التعليم النوعي الذي يحقق طموحات وطن التميز وتطلعات عشاق المركز الأول. ولهذه الغاية السامية والنبيلة تركز كل الاهتمام والرعاية لصالح تبني تعليم نوعي يخدم توجهات بناء اقتصاد المعرفة من خلال برامج وخطط تلبي تلك التطلعات والطموحات. إلا أن الاهتمام بالمعلم لم يكن بالمسار ذاته الذي يؤكد ويشدد عليه سموه، وهو يدعو إلى ضرورة أن يكون المعلم «قائداً في غرفة الصف، ومصدر إلهام وتنوير لطلابه، معلم يتعاطى مع أسمى المهن بالتزام وتفانٍ واقتدار».
لقد كانت بعض الاجتهادات التي جرت في الميدان التربوي والتعليمي سابقاً مقيدة للمدرس، مكبلة له بالطريقة التي كان يتم بها إلزامه للانتهاء من المنهاج المقرر بصورة آلية وتلقينية، ما أفقد العملية حيوية التميز والنقل المعرفي المبدع، ليس ذلك فحسب، بل جعلت من الميدان نفسه بيئة طاردة للكفاءات، وفي مقدمتها المدرس والمدرسة المواطنان، رغم كل الحوافز والمزايا المادية المعلن عنها.
نتمنى اليوم أن تكون التوجيهات السامية مقدمة لرد الاعتبار للمعلم وكل من آل على نفسه حمل أمانة تربية وتعليم طلاب اليوم رجال الغد الذين يحملون الراية لتظل الإمارات دوماً في صدارة ميادين ومنصات المجد والتميز.
ونحن نستعد لاستقبال العام الدراسي الجديد، نأمل أن تجد التوجيهات السامية طريقها لأجل المعلم النوعي الذي نريد والتعليم النوعي المستهدف، ولنضع التجارب السلبية الماضية خلف الظهور، ونقبل نحو الأمل.. وصناع الأمل.