علي العمودي
ضمن جناح دولة الإمارات العربية المتحدة في معرض «إكسبو 2015»، المقام حالياً في مدينة ميلانو الإيطالية، والذي يستمر ستة أشهر، هناك منصة خاصة بـ«إكسبو دبي 2020»، يعرض مجسمات للمرافق والتسهيلات التي تستعد دبي لإقامتها بمناسبة المعرض الذي يقام كل خمس سنوات، كما يعرض فيلماً تعريفياً لما سيكون عليه الحدث الذي تعد دبي أول مدينة عربية وإسلامية، تستضيف المعرض الذي يصادف إقامته احتفالات وطن العطاء بمرور 50 عاماً على قيام الدولة، وفرحة أبنائها باليوبيل الذهبي لانطلاقة مسيرة خير متواصلة.
يتوقف الكثير من الإيطاليين زوار الجناح بشيء من الدهشة والاستغراب لطريقة عرض اللجنة الوطنية العليا لـ«إكسبو دبي 2020» لما سينفذ في «دانة الدنيا» بالتفاصيل والجداول الزمنية للتنفيذ، ترجمة لرؤية فارس التميز وعاشق المركز الأول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حكم دبي. ويغادر الزوار المنصة وحركات الأيدي التي يُعرف بها الإيطاليون تسيطر على المشهد.
أما «دوماني» التي عنونت بها الزاوية فتعني «غداً» بالإيطالية، وتعتبر من أشهر الكلمات المرتبطة بالتسويف والمماطلة عند هذا الشعب الذي تجمعه بمجتمعاتنا العربية الكثير من القواسم المشترك، ومنها تفشي البيروقراطية المفرطة، البيئة الخصبة لتوالد وتكاثر الفساد بمختلف مظاهره وأشكاله. أكثر من زائر كان يعبر لدى مغادرته الجناح عن تهانيه الحارة للإمارات بما أنجزت، وبما سوف تقدم للعالم في «إكسبو 2020» من أبهار بعد عشر سنوات من آلان.
مصور إحدى القنوات التلفزيونية الإيطالية، كان من ضمن الزوار، قال لي: «لقد جعلتمونا نشعر بالحرج أمام شعبنا قبل ضيوفنا»، العديد من مرافق هذا المعرض في ميلانو لم ينته العمل بها بعد، وأنتم تحدثونا عن بدء العمل في موقع معرضكم الذي سيقام بعد عشر سنوات.
وكان يشير إلى حالة الامتعاض السائدة لدى رجل الشارع هناك من عدم اكتمال مشاريع توسعة طرق المدينة التي تعيش على أمجادها الغابرة كرمز ثراء الشمال الإيطالي، وأحد أهم مدن الموضة العالمية. وها هي اليوم عجوز تكابد أوجاع شيخوختها، يحاصرها أنين أزماتها الاقتصادية والسياسية،
فات الرجل أننا في وطن قيادته جعلت من الانشغال بالمستقبل أسلوب عمل، ومنهج أداء، وغرست لدى أبنائها ليس الالتزام بالتنفيذ فحسب بل والتميز فيه. و«دوماني» في دبي «غير»، أيها «السنيور».