علي العمودي
منذ اللحظات الأولى، واليوم الأول لحادث حريق فندق«العنوان» بدبي ليلة رأس السنة، قلنا إن الإمارات قدمت دروساً في ذلك الامتحان، في بقعة تجمع فيها نحو مليوني إنسان، حيث تعاملت الأجهزة المختصة - وفي مقدمتها، فرق الدفاع المدني والشرطة والإسعاف- بكفاءة عالية واحترافية شديدة، وأخلت الفندق من النزلاء، وسيطرت على الحريق في وقت قياسي، لتمضي المدينة في استقبال العام الجديد بالفرح الذي اعتادت عليه.
وكان الجميع في مستوى المسؤولية، من مواطنين ومقيمين، ووسائل الإعلام، وكانوا شركاء حقيقيين في تحويل الحريق إلى«نصر»، كما قال اللواء خبير راشد ثاني المطروشي مدير الدفاع المدني بدبي في بيانه أمس لنفي تصريحات أدلى بها في مؤتمر صحفي المقدم جمال أحمد إبراهيم مدير إدارة السلامة الوقائية بالإدارة العامة للدفاع المدني بدبي حول مطابقة واجهات مبنى الفندق المعني للمواصفات.
وكانت وسائل الإعلام «شريكة الإدارة» قد تناقلت تلك التصريحات، فمشاكل واجهات الأبراج ليست بالجديدة، وكذلك عدم كفاءة أجهزة الإنذار من الحريق، وغياب طفايات الحرائق أثيرت من قبل عند وقوع حرائق بعض الأبراج السكنية في الشارقة من قبل، وهي مشكلة موجودة يفترض أن تكون قد تمت معالجتها، خاصة وأن الدفاع المدني كان قد أطلق أضخم حملة توعية حول سلامة المباني والمنشآت واستمرت لعام كامل، وجرت برعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.
بعد انتهاء الحملة، نظمت الإدارة حملات تفتيشية للتأكد من التزام الجميع بالاشتراطات المطلوبة في إطار استراتيجية وزارة الداخلية لترسيخ الأمن والأمان، وجعل مجتمعنا أكثر أماناً.
إثارة موضوع واجهات المباني غير المطابقة للمواصفات وسريعة الاشتعال مجدداً يتطلب المزيد من جهود الإدارة على الجانب الوقائي والحملات الميدانية المتواصلة، وسيجدوننا دائماً شركاء لهم، لأننا في قارب واحد، يحدونا الحرص الشديد والغيرة على وطن يجمعنا. تعودنا أن نكون سنداً لأجهزتنا لا شامتين فيها عند أبسط كبوة، كما يجري في بلدان أخرى، حيث تتطاير دعوات إقالة المسؤول، أو مطالبته بتقديم استقالته.
ننظر دوماً لكل الجنود المجهولين في الدفاع المدني والإسعاف الوطني والشرطة، كأبطال وهم كذلك. وكان من أكبر دروس حريق«العنوان» هذا التلاحم بين الجميع والروح العالية من المسؤولية التي لم يتنصل منها أحد، وصنعت النصر الذي تحدث عنه الجميع.