علي العمودي
تتفاعل طيبا وأريجاً، الأصداء العميقة والجميلة للكلمة السامية لقائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أمس الأول، بمناسبة اليوم الوطني الرابع والأربعين، بما تحمل من وفاء لتضحيات الشهداء، والتزام تجاه الحاضر وما هو آتٍ، لتمثل خريطة طريق للمستقبل المشرق الزاهر، انطلاقاً من رؤية وبصيرة وحكمة، تعززت معها مكتسبات الحاضر الزاهي.
جاءت المحاور العشرة للبرنامج الوطني في الكلمة السامية الشاملة لخليفة الخير، لتضيف لبنة جديدة لصرح الإمارات الشامخ، وهي تحتفل بأربعة وأربعين عاماً من عطاء مستمر ومتواصل، يتمحور حول بناء الإنسان وإسعاده، وخدمته. وبهذه الروح، «روح الاتحاد»، ترسخ الانتماء، وتعزز الولاء، ورفرف الوفاء محلقاً في الآفاق، وفاء لقيم إمارات الخير والعطاء تجاه إنسان الوطن، ونحو الأشقاء والأصدقاء، لتصبح الإمارات في موقع الصدارة اليوم على أكثر من مؤشر من مؤشرات إسعاد وخدمة الإنسان والبشرية.
محاور غاية في الأهمية وذات أدوار متعاظمة، عبرت عنها الكلمة السامية الشاملة لصاحب السمو رئيس الدولة، ونحن كمعنيين وعاملين في حقل الإعلام وخدمة الكلمة والحقيقة، نتوقف أمام المحور الثامن للبرنامج الوطني الذي أطلقه سموه، حفظه الله، وما حمل من توجيهات وأُطر لتكثيف الجهود لبناء إعلام وطني، يؤسس لمرحلة جديدة من الخطاب الإعلامي الإماراتي، انطلاقاً من الثوابت التي قام عليها إعلام الإمارات، المواكب دوماً لنبض الوطن ونهضته وتطلعات مواطنيه. إعلامٌ يعبر عن إمارات قامت على الوحدة والفكر الوحدوي والمنهاج الاتحادي، ويرسخ الهوية الوطنية والقيم الإماراتية الأصيلة، ويبرز ما تحقق من منجز على أرض الإمارات، ويساهم في معالجة أي خلل أو اعتلال، إعلامٌ يوحد ولا يفرق، ينطق بما تحمل الإمارات وأبناؤها من هموم وقواسم مشتركة، تبني عليها جسوراً من التفاهم والتعاون لصالح الإنسان وسعادة وخير الإنسانية جميعاً من دون تفرقة أو تمييز، بعيداً عن كل شطط وتطرف يغذي النزعات الحزبية أو يؤجج الاختلافات والنزاعات المذهبية والطائفية. ويتصدى في الوقت ذاته لأبواق الضلالة والتضليل ممن يريدون حجب الحقيقة وشمس الإمارات الساطعة بغربال مناظيرهم السوداء المهترئة، ومن خلال حملاتهم الإعلامية الصدئة.
أن يخصص رئيس الدولة محوراً يتعلق بالإعلام فإنما يؤكد ما توليه القيادة من رعاية واهتمام بهذا القطاع ورسالته، بأن تظل الإمارات دوماً منطلقه وهاجسه وصوتها للعالم.