علي العمودي
تعرضت الدولة لعاصفة رعدية قوية غير مسبوقة، صاحبتها أمطار غزيرة، وتساقط للبرد، ورياح قوية اقتلعت الأشجار، وتطايرت معها بعض اللوحات الضخمة ومظلات المواقف وأعمدة الإنارة في مناطق عدة، مع انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة، وبقدر فرحة الناس بالأمطار التي جاءت بعد طول انتظار، وجرت إثرها السيول، وغمرت الوديان، وامتلأت معها السدود، بالقدر ذاته عانى البعض عجز العديد من الجهات في التعامل مع الوضع الطارئ جراء العاصفة من انقطاع للكهرباء، وتجمع المياه في الشوارع والدوارات وشلها للحركة المرورية وحركة السكان الذين تسربت المياه إلى داخل منازلهم، كما بعض المنشآت العامة التي لم تصمد أمام الرياح وكميات المياه الغزيرة التي هطلت على مختلف المناطق.
هذه المرة كانت توقعات مراكز التنبؤات متوافقة مع مسار العاصفة والحالة المناخية المتوقعة، وحسناً فعل مجلس أبوظبي للتعليم بسرعة إعلانه تعطيل الدراسة في مدارس الإمارة، الحكومية منها والخاصة، وكذلك الجامعات والكليات الحكومية، خاصة بعد تسرب المياه إلى مرافق عدة. وكذلك المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم.
وكان تفاعل إدارات الشرطة والإسعاف والطوارئ والبلديات ملحوظاً وملموساً، ومحل إشادة وتقدير لمنسوبيها، لوجودهم ميدانياً في الشوارع والطرقات والإحياء السكنية للتخفيف من آثار العاصفة والأمطار التي قال بعض المختصين، إن البلاد لم تشهد لها مثيلاً منذ ثمانينيات القرن الماضي، وكذلك مساعدة الأهالي في المناطق الأكثر تضرراً.
وشاهدنا رجال شرطة المرور في العديد من الأماكن يقومون بواجبهم في تنظيم حركة المرور، وكذلك رجال الدفاع المدني، كما وجدنا الكثير من الشباب المتطوعين الذين بادروا بتقديم المساعدة للآخرين ريثما تصل فرق الشرطة والإنقاذ.
وقد كانت هذه الأجهزة سباقة في إطلاق تحذيراتها وإرشاداتها للجمهور لتوخي الحيطة والحذر للتعامل مع هذه الحالة، وبالذات أثناء القيادة في الأجواء الماطرة مع تدني مستوى الرؤية، ما يتطلب تعاون الجميع معها لأجل سلامة الجميع.
وفي الوقت الذي نتمنى فيه تجاوز العاصفة بأقل الخسائر، نتمنى التوقف ومحاسبة المسؤولين عن تنفيذ الأعمال في بعض المرافق، وبعضها منشآت مهمة انكشفت أمام الزخات الأولى للمطر، وحاول بعض الموتورين استغلالها للنيل من تطور البنية التحتية للدولة.
نجدد التحية والتقدير للجنود المجهولين في الشرطة والدفاع المدني والطوارئ والإسعاف، وحيالله الحيا، ونسأله جلت قدرته صيباً نافعاً للبلاد والعباد.