علي العمودي
المسيرة المهيبة التي تقدمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إيذانا بانطلاق فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان قصر الحصن 2016، مساء الأربعاء الماضي، حملت عبق التاريخ وكل معاني الاعتزاز والفخر بحصن الأصالة، وهو يرمز لهوية وطن وتاريخ شعب وقصة بناء وتحد.
تطل فعاليات المهرجان الذي يستمر حتى السبت المقبل لتمثل بقعة مضيئة، تسلط الضوء على حقبة مهمة من تاريخ الوطن الغالي، وشيوخنا من آل نهيان الكرام ينتقلون من عاصمتهم الأولى في ليوا إلى أبوظبي قبل أكثر من مئتي عام. كان الحصن المبنى الأول في جزيرة أبوظبي، وشاهد إرهاصات مرت بالمدينة التي غدت دانة نباري بجمالها اليوم أجمل عواصم العالم.
وبين جنبات فعاليات المهرجان تلتقط العين صوراً زاهية متلاحقة عن مسيرة إنسان الإمارات، في رحلة تحد متواصلة، قال عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، إنها» لن تتوقف بإذن الله، و» سنمضي بثبات يحدونا أمل كبير في بلوغ ذرى رفيعة من التقدم والرقي والازدهار». مؤكدا «أن الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تعتز بإرثها التاريخي وتعمل على الحفاظ عليه وتعريفه للأجيال الحالية والقادمة لحفظ وصون الهوية الإماراتية العريقة».
ومن أريج التاريخ الثر، وما تنبض به جدران الحصن العتيد تشمخ رسالة الإمارات الشامخة بأن مسيرة البناء والتطور مهما بلغ شأنها وأشواطها المتتابعة من التقدم والرقي فإنها ستظل قابضة على الموروث الذي يرمز له الحصن ورحلته، وما يمثل من نبع للأصالة تتعزز به ومعه هوية الوطن وأبنائه، وقوة الانتماء لترابه ومتانة التلاحم بينهم وقيادتهم، وتستوحى من ملاحمه كل معاني البذل والعطاء والإيثار، والتحدي والطموح الذي تميز به إنسان هذا الوطن على مدى العصور.
ولعل في هذه الرسالة العظيمة قبسات من خصوصية وتفرد تجربة البناء الإماراتية، وهي تمضي في الألفية الجديدة والعصر وعلومه ومتطلباته من دون الانسلاخ من جذور تستمد منه قوتها لمواصلة مسيرة المجد التي انطلقت من عاصمة المجد لتسطر في سفر الأمجاد قصة وطن عظيم أهدى العالم تجربته كتاباً مفتوحاً لمن أراد الاستفادة.