بقلم : علي العمودي
حضور سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ومتابعتهما الشخصية للإشراف على إخماد الحريق الذي التهم برجاً سكنياً في منطقة سوان بعجمان، الليلة قبل الماضية، يمثل صورة من الصور المشرفة لرجال تخرجوا في مدرسة» زايد»، ونهلوا من معين قيادة الإمارات في تحمل المسؤولية والمتابعة الدؤوبة لكل عمل مهما كان طارئاً أو اعتيادياً آناء الليل وأطراف النهار. ولم تكن تلك المرة الأولى لمثل هذه المواقف المشرفة، فقد كانوا دوماً في الميدان يتقدمون رجالهم وفرق العمل، يوجهونهم ويشدون من أزرهم، ويرفعون معنوياتهم، وهم إلى جانبهم ومعهم كتفا بكتف. وتوجت المتابعة بزيارة صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان لموقع الحريق متفقداً آثاره.
وكانت فرق الإطفاء والإنقاذ والإسعاف والشرطة كالعادة دائماً بمستوى مواجهة ظروف طارئة كهذه، وأهم ما يميزها سرعة الوصول والتحرك والعمل بروح الفريق الواحد مهما تباينت المناطق التي تنطلق منها، وقد ظلت تتعامل مع ألسنة اللهب حتى ساعات الفجر الأولى، حيث تمكنت من السيطرة على الحريق الذي وصف بأنه كان «كبيراً ومتطوراً»، وامتد بسرعة إلى كامل طوابق البرج السكني، وانتقل إلى أجزاء من البرج المجاور، والشروع بعد ذلك في عمليات التبريد، بعد أن قامت بإخلاء وإجلاء السكان خلال وقت قياسي من دون أن يسجل وقوع أي إصابات أو ضحايا ولله الفضل والمنة.
حادثة حريق برج عجمان يتجدد معها الحديث عن تكرار مثل هذه الحرائق، وكذلك الطرح المتجدد لمسألة عدم مطابقة واجهات الكثير من الأبراج السكنية والتجارية للمواصفات، واستخدام مواد سريعة الاشتعال فيها. وهو أمر لطالما تحدثت عنه أجهزة الدفاع المدني في مناسبات عدة، ومنها حادث حريق فندق «العنوان» ليلة رأس السنة الميلادية يناير الفائت. وليبرز مع هذه النقاشات التساؤل الكبير حول دور الحملات التفتيشية لأجهزة الدفاع المدني، والتي تنظم على مدار العام حملات لضمان التزام ملاك الأبراج السكنية منها أو المكتبية بالمواصفات وأبسط اشتراطات السلامة العامة، لنسمع بعد هذه الحوادث الكبيرة عن تعطل أجراس الإنذار ورشاشات المياه أو عدم وجودها أو غياب سلالم للطوارئ في الأدوار العليا، وبانتظار إجراءات شفافة، لأبطال الدفاع المدني كل تقدير واعتزاز.