علي العمودي
منذ أن افتتحها سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي في وقت سابق من الشهر الحالي، وحديقة المشرف المركزية تشهد إقبالاً غير مسبوق من سكان أبوظبي، باعتبارها درة حدائق العاصمة، وللمستوى العصري الرفيع الذي ظهرت عليه بعد عامين من الإغلاق للتطوير، بعد أن ظلت لعقود مجرد حديقة للنساء والأطفال.
الآلاف من العائلات والأفراد تدفقوا على الحديقة، ومما زاد من الإقبال عليها حالة الطقس المعتدل، بالتزامن مع بدء إجازة الربيع للمدارس. فقد كانت الحديقة مكاناً مثالياً لطالبي الراحة في أجواء سعيدة خالية من منغصات مدمني الشواء وتدخين الشيشة الذين يفسدون على غيرهم الخروج للمسطحات الخضراء التي تزخر بها مدينة أبوظبي ومرافقها الترفيهية التي يعتقدون أنها خُصصت لهم دون سواهم..
عبّر الأقبال غير المسبوق على هذه الحديقة، الحاجة لمتنزهات بمستواها في المدينة وضواحيها. وكذلك التسهيلات التي تتضمنها والنظافة التي تحظى بها على مدار الساعة. فقد كان عشاق الحدائق والطبيعة يتجشمون عناء الذهاب إلى المدن الأخرى، وبالذات مدينة الحدائق، العين، خلال الإجازات والعطلات.
بلدية أبوظبي يفترض بها الاستفادة من نجاح مشروع إعادة تأهيل حديقة المشرف بهذه الصورة لإعادة الاعتبار لحدائق ومتنزهات كبيرة في العاصمة، بعد أن شوه صورتها البعض ممن يصر على تحويلها إلى مدخنة كبيرة للشواء والتدخين. وهجرها الكثيرون لهذا السبب. وبالذات الأسر التي يعاني صغارها من الربو وأعراض التحسس.
حديقة المشرف المركزية إضافة نوعية للمساحات الخضراء في عاصمتنا الحبيبة، تتطلب من مرتاديها الحفاظ على التسهيلات المتوافرة فيها، ومستوى النظافة فيها.
وإذا كانت هناك من كلمة بشأن هذا المتنزه الجميل، فهي دعوة البلدية لمراعاة أمرين عند تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع، تتعلق بتخصيص أكثر من مدخل للحديقة العملاقة لمنع الازدحام والتكدس عند البوابة الرئيسية. وكذلك زيادة سعة المصلى وتوفير أكثر من مكان للخدمات الضرورية، وفي مقدمتها دورات المياه، بدلاً من الوضع الحالي للمدخل المشترك للسيدات والرجال.
حديقة المشرف المركزية جهد جميل، وإضافة نوعية تشكر عليه بلدية أبوظبي، وإنجاز يعد امتداداً لحرص القيادة الرشيدة على جودة الحياة والمرافق للجميع.