علي العمودي
في نفس اليوم الذي كان مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان يطلق فيه تخرصاته، ويهذي فيها عن الإمارات، كانت الإمارات تفتتح 34 مدرسة في مدينة عدن، وتنير طرقها وأحياءها السكنية بالكهرباء، في قطاعين من قطاعات الحياة الحيوية تضررت بشكل كبير للغاية من«المساعدات» الإيرانية التي تصل للميليشيات الحوثية والقوات المتمردة على الشرعية في اليمن، وهذا مجرد نموذج للفرق بين الإمارات وإيران، وهو كالفارق بين النور والظلام.
وعشية الهذيان الإيراني، كانت الإمارات تستقبل آلان دانكن المبعوث البريطاني الخاص إلى اليمن لتؤكد على تضافر الجهود الإنسانية الدولية لإنقاذ أهلنا هناك من الظروف الإنسانية الحرجة والدقيقة المتدهورة. وحيث قدمت الإمارات نحو ملياري درهم خلال العامين الماضيين، تنوعت بين المساعدات الإنسانية والتنموية للتخفيف من معاناة الأشقاء هناك، والتي تفاقمت جراء «الهدايا» الإيرانية المميزة التي كانت تصل للمتمردين الحوثيين جوا وبحرا من إيران. وعلى امتداد السنوات القليلة الماضية تدفقت «الهدايا» الإيرانية على اليمن أسلحة ومتفجرات من مختلف الانواع والأشكال تزرع القتل والموت في كل مكان وزمان. ولكن أخطر «هدايا» إيران إصرارها المستميت على محاولة تصدير «خيبتها» الكبرى، ونقصد ما تعتبره «ثورة» بإثارتها للنزعات الطائفية والمذهبية أينما امتدت أيادي طهران في مشرق الأرض ومغربه.
شاهدنا «هدايا» إيران وتبعاتها في العراق وسوريا والكويت والمملكة العربية السعودية والبحرين التي أرسلت اليها «طرود الهدايا» المتفجرة تكفي لإزالة المنامة بأكملها من الوجود، بما يكشف حجم غل وحقد إيران والسائرين في فلكها على شعوبنا التي أنعم لها عليها بقادة وحكومات ينصب كل جهدهم على إسعاد شعوبهم، ووظفوا كل الموارد والإمكانيات لتحقيق تنمية مستدامة، يقطف شعوبهم والأجيال القادمة ثمارها في رغد من العيش والرفاهية والأمن والأمان. بينما المغامرون الجدد في طهران يسيرون البواخر والطائرات لتدمير ودمار الآخرين على حساب مقدرات الشعب الايراني المغلوب على أمره، ويعاني من تردي الأحوال المعيشية ومن الفرز المذهبي والطائفي في مختلف مناطقه.
كان الأولى بعبداللهيان أن يوجه «تلاهيه» إلى مرشده الأعلى ونظريته في «نصرة الشعوب المظلومة»، والمحتاجة للتنمية والحياة الكريمة لا للمزيد من الكراهية والقتل والدمار والخراب. وسيظل الفرق بين ما تقدمه الإمارات في اليمن وغير اليمن، وما تفعل إيران كالفرق بين النور والظلام.