علي العمودي
تابعت تغطية العديد من وسائل الإعلام العربية والأجنبية، والبرامج الخاصة التي تبثها وهي تتناول بإعجاب كبير وتقدير رفيع أداء فرق الدفاع المدني والإسعاف والشرطة والاحترافية العالية التي ظهرت عليها في تعاملها مع حريق برج فندق «العنوان» بدبي ليلة رأس السنة.
وظهرت مقالات لزملاء وأساتذة وجدوا أنفسهم في قلب الحدث، لحظة بلحظة، ليجدوا رجالا لا يهابون الموت يخرجونهم من وسط مخاطر اللهب والأدخنة القاتلة إلى حيث كتبت لهم النجاة والسلامة، ولا يتركونهم الا بعد أن أمنوا لهم كل احتياجاتهم لمواصلة إجازتهم في المكان الذي اختاروا في «دانة الدنيا» قبلة محبي الفرح درة إمارات المحبة والعطاء التي باتت مقصداً سياحياً له ثقله في صناعة الضيافة العالمية.
توقفت عند تقرير لإعلامي عربي أشار فيه الى أن مثل هذه الحوادث تشهد توالد الإشاعات تلو الاخرى، الا في دبي تلك الليلة، حيث لم تنتشر أي إشاعة، واستغرب الرجل من الحالة.
نعلم جميعاً أن مناخ توالد الإشاعات لا ينشط ويزدهر سوى مع غياب الشفافية، وترك الناس يترقبون البلاغات والبيانات الرسمية. في تلك الليلة كانت دبي مستنفرة الأجهزة والطاقات، وفي مقدمتها المكتب الإعلامي الذي كان يطلع الجميع أولا بأول على مجريات وتطورات الحادث، وقطع كل شك بالاعلان عن استمرار فعاليات الاحتفال بالمناسبة، والتي تفوقت فيها دبي كالعادة وقدمت احتفالات مبهرة تجسد حالة الفرح الدائم لوطن وأبناء نذروا أنفسهم للعمل المتميز لما فيه خير وسعادة الجميع. وهناك عامل آخر اسهم في وأد الاشاعات في مهدها، وتمثل في ارتفاع وعي أفراد المجتمع بصورة إيجابية في تعامله مع وسائل ووسائط التواصل الاجتماعي، وإحساس كل مستخدم بمسؤولياته في صون اسم بلاده وصورتها من أي استغلال من قبل المتربصين بالامارات من أعداء النجاح والموتورين ممن أوغرت صدورهم المكانة الرفيعة التي تحققت لهذا الوطن على كافة الصعد. وهو وعي تبلور وتعزز من خلال الحملات المتواصلة للجهات المعنية للتوعية والتبصير بالاستخدام الإيجابي المسؤول لهذه الوسائل، وأثر الكلمة الصادقة ونشر الحقيقة لمواجهة أي دعاية أو إشاعة مغرضة، مهما حاول مروجوها تغليفها بشيء من المصداقية أو الصورة المختلقة والمفبركة.
وبالفعل يستحق التقدير كل من وظف حساباته على تلك المواقع لدحض الإشاعات المغرضة، ولم يساعد على نشر معلومة من غير مصادرها المخولة.