بقلم : علي العمودي
نبقى مع أصداء ملتقى «مغردون4» الذي نظمته مؤسسة الأمير محمد بن سلمان «مسك» في الرياض ليوم واحد مؤخراً، وشهد مشاركة خمسة وزراء خليجيين.
أتوقف أمام نقطة أثارها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، والمتعلقة بالحسابات الوهمية في مواقع التواصل الاجتماعي، وبالذات «تويتر»، والتي يقف خلفها دعاة الفتن والتحريض والتكفير والقتل، مؤكداً سموه أن لو كان الأمر بيده لمسح كل تلك الحسابات الوهمية، مشدداً على أن الأمر ليس له علاقة بالحرية، فما يروج له أصحاب تلك الحسابات الوهمية، والواهمون عموماً، ليس له علاقة بحرية التعبير لا من قريب أو بعيد، وإنما يريدون حرية وعبثاً لإرضاء نزعاتهم ونزواتهم، لنسف استقرار المجتمعات، وترويع الآمنين، ونشر الدمار والقتل وسفك الدماء. لقد وظف الواهمون ودعاة الفتن مواقع التواصل الاجتماعي والحسابات الوهمية التي ينشئونها، ليجعلوا منها أدوات لتضليل الأغرار وتسميم عقولهم وأفكارهم، ومن ثم استخدامهم وقوداً في حربهم الشريرة ضد كل قيم الخير والسلام، بزعم إقامة دولة الخلافة المزعومة، على شاكلة ما يروج له تنظيم «داعش» الإرهابي، وغيره من التنظيمات المتطرفة. ملتقى «مغردون» يعد صورة من صور الوعي الخليجي المبكر بضرورة التصدي لمثل هذه التوجهات الشريرة والمتطرفة، ومحاصرتها من خلال المواقع والوسائل ذاتها التي تستخدمها لبث سمومها للشباب في منطقتنا الخليجية، وغيرها من البلدان العربية والمجتمعات المسلمة. وجسّد الملتقى حالة من وحدة المواقف الخليجية التي أصبحت أكثر تنسيقاً وتنظيماً، وأمضى تصميماً في العمل المشترك، استشعاراً لجسامة المسؤولية ومستوى الخطر والتحديات المحدقة بالمنطقة، والتي تستهدف مجتمعاتنا الآمنة المستقرة المزدهرة. وهي امتداد لما شهدته هذه المنطقة من مستوى عال للعمل الخليجي المشترك الذي تجلى بصورة غير مسبوقة مع انطلاق عملية عاصفة الحزم ومن بعدها إعادة الأمل، وقيام التحالف العربي لنصرة الشرعية وأهلنا في اليمن، بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة. وقد أسهم ذلك التحرك الخليجي الحاسم في وأد المخطط الإيراني في مهده، والذي كان يستهدف تقويض أمن واستقرار المنطقة برمتها، بإيجاد قاعدة تهدد دولنا ومنجزات شعوبنا في هذه المنطقة. كما تولت المملكة كذلك زمام المبادرة لتأسيس التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب.
الظروف التي نمر بها من الدقة والخطورة، بما تستوجب منا تكثيف الملتقيات الخليجية على مختلف الصعد، لأن الخطر واحد والمصير واحد.