علي العمودي
قبل أن تعتقدوا الأمر يتعلق بورقة «بنكنوت» جديدة من فئة الخمسين درهماً طرحها مصرفنا المركزي العتيد. « الخمسون الجديدة» كانت عنوان محاضرة على هامش جلسات منتدى المرأة العالمي الذي اختتم أعماله بنجاح مبهر في دبي الأربعاء الماضي.
في تلك المحاضرة قدم جراح القلب وخبير الصحة العالمي الدكتور أوز نصائح للاستمتاع بحياة صحية أفضل والتمتع بعمر أطول، معتبراً الثمانين من العمر هي الخمسون الجديدة في حياة الإنسان الذي تساعده على بلوغ عمر120. ولم يكن استهداف المرأة بهذه المحاضرة لمجرد الاعتقاد السائد بأنها الأكثر هوساً للاحتفاظ بشبابها، وإنما المحاضر يعتبرها الرئيسة التنفيذية للأسرة، القادرة على ضبط إيقاع الغذاء الصحي في محيط أسرتها، واختيار الأصناف المفيدة والنافعة لها ولأسرتها، والابتعاد بها عن المأكولات الضارة».
أمر الشباب الدائم والاحتفاظ بمظهر شبابي في خريف العمر، يهم الجميع، الرجال قبل النساء في عصرنا الحالي، لذلك نرى الاهتمام بهذا الجانب يتزايد بصورة غير مسبوقة للعيش بأسلوب صحي، والذي أوجزه المحاضر بنصيحة واحدة «أعطي قلبك سبباً وجيهاً كي يستمر في الخفقان». والابتعاد عن التوتر!!
وبينما كنا في ذروة النقاش حول نصائح الدكتور أوز، انشغل البعض خارج القاعة بما أعلنت عنه هيئة المعاشات بخصوص الشروط الجديدة للتقاعد، لينصب النقاش باتجاه القلق الذي يعتري الكثيرين، وعدم أطمئنانهم لمرحلة التقاعد، قلق غير مبرر في « وطن السعادة». وعقدوا مقارنة غير منصفة بين حالة المتقاعد عندنا وعندهم، حيث تجد الأخير يمضي أوقات فراغه في رحلات حول العالم والقراءة والتطوع، وإنجاز أعمال جليلة. بينما المتقاعد عندنا يمضي جل الوقت متنقلاً بين مكاتب «الهيئة» ومطالباتها التي لا تتوقف لتحديث البيانات.
كانت محاضرة الدكتور أوز بالغة الأهمية، حافلة بالتفاؤل، وجاءت بعد أسابيع من القمة الحكومية التي تداولت تحضيراتها ضمن اتجاهات المستقبل رفع سن التقاعد إلى 90 عاماً، كما ذكرت ذلك أول وزيرة للسعادة في العالم معالي عهود الرومي. ومعادلته لأجل «الخمسون الجديدة » تعتمد على «دع القلق وأبدأ حياتك»، ولكن إيقاع الحياة المتسارع اليوم يجعل القلق يطارد المرء بل ويحاصره من كل جانب، لا سيما وأن كل جهة تلاحق المتقاعد بطريقتها الخاصة، ويصبح همه الأول كيف يجدد بياناته ويحدثها بعيداً عن منغصات من يتعامل معه مثل « حصان الحكومة» ولم يسمعوا بنظريات «الخمسون الجديدة»!!.