علي العمودي
يتابع المرء باعتزاز وإعجاب كبيرين المواقف الوطنية المسؤولة لفناننا الكبير المطرب حسين الجسمي، والتي تتجلى في العديد من أعماله الفنية، صوتية كانت أم مرئية، ناهيك عن «الأوبريتات» الوطنية التي أعاد الدفء والحيوية معها خلال السنوات القليلة الماضية بالخصوص لفن «العازي» التراثي الشهير، في مناسبات وطنية مختلفة للإمارات.
وفي الأحداث الكبيرة التي مرت وتمر بالأمتين العربية والإسلامية، كان فناننا الملتزم قضايا أمته، حاضراً بقوة ومواكباً لتطلعات الأشقاء في كل مكان. شاهدناه وتابعناه يغني لكل شعوبنا العربية، مجسداً مواقف الإمارات، وهي دوماً إلى جانب الأشقاء والأصدقاء لأجل خير الإنسان والإنسانية.
رأينا مواقفة النبيلة مع ثورة الأشقاء في ليبيا، وقد خصص عائدات مشاركته في احتفالية هناك، لصالح أسر شهداء ليبيا وعلاج جرحى ثورتها. وفي الشقيقة الكبرى مصر، ألهبت أغنيته «بشرة خير» حماس الملايين من أبناء الشعب المصري الشقيق لأجل أن يشاركوا بقوة في عرس مصر الانتخابي وشعبها يقول كلمته لاختيار قائده في مرحلة تاريخية دقيقة من تاريخ مصر.
واليوم والإمارات تشارك بكل قوة ضمن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة لنصرة أهلنا في اليمن، وإعادة الشرعية والأمن والاستقرار لها، كانت أعمال الجسمي حاضرة، وهي تحيي أبطالنا من رجال القوات المسلحة الباسلة، وتوج تلك الأعمال بعمل خاص أهداه كما قال «إلى أرض اليمن الطاهر»، بعنوان «محبوبتي»، وهو عمل غنائي مصور رائع من كلمات الشاعر اليمني الراحل حسين أبوبكر المحضار. جاءت لقطاته لتركز على اليمن أرضاً وشعباً وتاريخاً وحضارةً، وبإذن الله ستتطهر من رجس إيران وأذنابها الحوثيين والانقلابيين على الشرعية وناهبي خيرات وثروات شعبه الأبي.
حسين الجسمي بمشاركاته الفنية النوعية هذه، يقدم أنموذجاً حضارياً للفن والفنان الإماراتي الوفي لنهج بلاده ومواقفها، التزام واعٍ وراقٍ، وإدراك مسؤول لرسالة الفن، بعيداً عن تلك الرموز المشوهة لصورة الإمارات والفن والفنانين.
الفن ليس مجرد ضجيج ألقاب، بل التزام ورسالة، وشكراً حسين الجسمي.