علي العمودي
نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات مؤخرا ندوة مهمة بعنوان «دور الإعلام في الحرب.. حرب تحرير اليمن نموذجا»، واستعرضت خلالها المحاضرة الدكتورة فاطمة سيد أحمد خبيرة في الصحافة العسكرية العديد من المحاور المتعلقة بضرورة مواكبة الإعلام للمجريات والتطورات في زمن السلم، ولكن المسألة في زمن الحرب والطوارئ والأزمات تتخذ أبعادا أكبر وأوسع لأنها تتعلق بسلامة الأوطان في المقام الأول.
و توقفت لدى متابعتي للمحاضرة عند عتب الزميل حبيب الصايغ رئيس الاتحاد حول غياب المحرر العسكري عن مؤسساتنا الإعلامية المحلية، وكذلك المحللين العسكريين و اعتمادها المستمر عليهم، وبالذات في فضائياتنا .
وعند مشاركتي في محاضرة نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في مدرسة محمد بن حمد الشرقي للبنين بالفجيرة ضمن سلسلة محاضرات بعنوان «حرب اليمن واعتبارات الأمن الوطني لدولة الإمارات، ينظمها المركز بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في مختلف مدارس الدولة، طرح أحد الطلاب ملاحظة تتعلق بمدى مواكبة إعلامنا للحدث. تساؤل يبرز أمام من لا يتابعون التغطية التلفزيونية الواسعة لتطورات ما يجري في اليمن، وكذلك الملاحق والصفحات التي تفردها صحفنا المحلية، وفي المقدمة منها صحيفتنا «الاتحاد».
مشاركة قواتنا المسلحة ضمن التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن بقيادة السعودية الشقيقة، حظيت بمواكبة ومتابعة إعلامية غير مسبوقة. أبرزت معها تضحيات شهدائنا الإبرار لنصرة الحق، والتلاحم الوطني المشهود الذي وثقته وسائل أعلامنا، وعبرت من خلاله عن مقدار فخر واعتزاز أبناء الإمارات بشهدائنا ومساهمات أبطال القوات المسلحة الإماراتية البواسل.
رسالتنا الإعلامية مع هذه الحرب تنطلق من رؤية واضحة بأن دولة الإمارات وشقيقاتها في التحالف لم يكونوا في يوم من الأيام دعاة حرب، وإنما جاءت هذه المشاركة كضرورة وقائية لصون أمننا و استقرارنا والذود عن إنجازاتنا ومكتسباتنا في وجه مخطط إيراني حاقد يريد فرض هيمنته على منطقتنا، ونشر الخراب والدمار فيها، كما حدث ويحدث أينما حشرت طهران أنفها، في العراق وسوريا وغيرها من المناطق التي تعصف بها اليوم النزاعات الطائفية والمذهبية. كما أنها تنطلق من حقيقة أن الخيار العسكري للتحالف كان آخر الخيارات بعد أن استنفاد كل الحلول مع المتمردين الحوثيين وحليفهم المخلوع علي صالح، الذين انقلبوا على الشرعية و المبادرة الخليجية.. لكن بشائر النصر القريب تلوح في الأفق.