علي العمودي
وفي ختام أسبوع الابتكار الذي انطلق في الثاني والعشرين من نوفمبر الجاري، أتوقف أمام الملتقى المهم الذي نظمه المجلس الوطني للإعلام تحت عنوان ملتقى الابتكار الإعلامي ضمن الأنشطة والفعاليات التي شهدتها مختلف مدن ومناطق الدولة في إطار الأسبوع الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وفي رحاب عامنا هذا، عالم الابتكار، بناء على توجيهات قائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.
في ملتقى الابتكار الإعلامي، كانت هناك ورش متعددة ومداخلات مختلفة، وعروض لتجارب ملهمة تتمحور كلها حول حقيقة أن الإعلام ابتكار، وأن الوسيلة البعيدة عنه، أي الابتكار، أو لا تتجدد، مصيرها التلاشي، والتحول إلى شيء من الماضي.
كانت هناك طروحات حول التحول الذكي والأداء الرقمي الذي يظهر البون الشاسع بين ما كان يسمى بالإعلام التقليدي والإعلام الجديد في رحلة السباق إلى المعلومة مع التحديات التي باتت تفرضها وسائل ووسائط التواصل الاجتماعي.
«أبوظبي للإعلام» كانت لها مشاركتها في هذا الملتقى المهم، وهي تعرض تجربتين ملهمتين لـ«الاتحاد» الصحيفة الصرح التي أتشرف بالعمل فيها، وهما تجربة «الغرفة الذكية» وتطبيق «الاتحاد» على ساعة «آبل» لتكون بذلك الصحيفة العربية الأولى في هذا المجال، وحسن توظيف الإعلام الجديد، ومواقع التواصل لتكون دوماً بمستوى التحدي الذي أعلنته الصحيفة، وهو أن تكون «مصدرك الأول».
وفي المنتدى كانت هناك مشاركة مهمة لمركز «هداية» لمكافحة التطرف العنيف، المبادرة العالمية التي تحتضنها الإمارات إلى جانب مبادرة «صواب»، حيث قدم المدير التنفيذي للمركز مقصود كروز عرضاً حول سيكولوجية الإعلام، وعلم النفس الإعلامي ودوره في الابتكار. وكان موفقاً في طرحه لحضوره القوي على المنصة وبلاغته التي أسرت الحضور، وتمكنه من موضوعه الذي أكد فيه ضرورة تكاتف الجهود بدءً من الأسرة مروراً بمختلف شرائح المجتمع وانتهاءً بالإعلام. وضرورة التصدي للتطرف الذي يتسلل من نوافذ عدة ومن بينها ألعاب العنف المتنشرة في الأسواق، وضرورة أن نعمل جميعاً على التصدي له كإعلاميين ونخب مثقفة وكذلك العلماء والوعاظ من خلال تفكيك الخطاب المتطرف، وتفنيده ودحضه وفضحه للرأي العام، لا سيما وأنه يستغل حماس واندفاع الشباب ويغلف طروحاته لهم بمسوح من ديننا الإسلامي الحنيف وهو منهم براء.