علي العمودي
رغم ملاحظاتي وانتقاداتي لناقلتنا الوطنية «الاتحاد للطيران» في أمور يومية، إلا أننا معها قلباً وقالباً في مواجهة هجوم شرس تتعرض له من جانب شركات الطيران الغربية، والأميركية خاصة، وتنطلق في معركتها على اتهامات لا أساس لها عن «حمائية» تتمتع به الناقلات الإماراتية والخليجية عموماً.
قد نتفهم مثل هذه الحملات من ناقلات بعض دول العالم الثالث التي ترفض سياسات الأجواء المفتوحة، وتعتبر منح المزيد من حقوق النقل من وإلى مطاراتها خطراً وجودياً عليها، ولكن أن تنضم ناقلات دول كالولايات المتحدة وبلدان أوروبا الغربية لمثل هذه الحرب، وهي مهد ولادة الاقتصاد الحر، فذلك من الأمور التي تعد غاية في العجب والغرابة. ولا تدل سوى على شيء واحد، أن المنافسة أوجعتهم، وجعلتهم يهذون.
لست بخبير اقتصادي، ولكن كل الشواهد تؤكد أن دخول ناقلاتنا الوطنية «الاتحاد للطيران» و«طيران الإمارات» مجال صناعة السفر والسياحة مع مثيلاتها من الناقلات الخليجية الشقيقة، قد أحدث نقلة نوعية هائلة في حركة السفر والنقل والشحن الجوي. وقد لفتت الأنظار إليها بطائراتها الحديثة والشبكة الواسعة من المدن والمطارات التي تغطيها في شرق وغرب وشمال وجنوب الكرة الأرضية، ومستوى الخدمات النوعية التي تقدمها أثناء السفر أو التوقف. وبدلاً من أن تجاريها الشركات الغربية في منافسة النّد للنّد، اختارت الهجوم وشن حرب لا مبرر لها على حق مشروع يخدم في نهاية المطاف جهود الإمارات لتنويع مصادر الدخل.
هل حاسب أحد تلك الناقلات الغربية النائحة الدائخة اليوم على ما جنته من أرباح هائلة وطائلة عندما لم يكن بالإمارات حينها شركة طيران تجاري إماراتية؟.
إن بلدان الغرب التي تنوح منها اليوم تلك الناقلات، هي أول المستفيدين من نجاح ناقلاتنا الوطنية، والدليل ما كشفت عنه دراسة حديثة قبل أيام بأن «الاتحاد للطيران» - على سبيل المثال- ستضخ في الاقتصاد الأميركي نحو41 مليار دولار بحلول عام 2020، وإن مساهماتها السنوية فيه ستكون في حدود 2٫9 مليار دولار أميركي، إلى جانب إحداثها 23٫4 ألف وظيفة جديدة، كما جاء في دراسة أعدتها مؤسسة «أكسفورد إيكونوميكس» الاستشارية العالمية؟ فهل يدرك البعض هناك ما تعني المنافسة الشريفة في «الأجواء المفتوحة»؟.