أهلاً رمضان

أهلاً رمضان

أهلاً رمضان

 صوت الإمارات -

أهلاً رمضان

علي العمودي

يحل علينا اليوم أكرم الشهور وأفضلها، شهر رمضان المبارك الذي خصه الخالق عز وجل بالخير والبركات، وأنزل فيه كتابه الكريم، وليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.

وفي رحاب الشهر الفضيل تتسارع أمام المرء مشاهد وصور من الروح السامية والدلائل العظيمة التي تحملها نسائم خير الشهور وأكرمها، وهي من قيم الإسلام ورسالته السمحاء التي تحث دوما على فعل الخير والتراحم بين البشر، مهما اختلفت مشاربهم وانتماءاتهم وأعراقهم ومعتقداتهم. لذلك يستغرب المرء كيف يجعل البعض للطاعات شهراً وحيداً، ويهجرونها بقية الأيام والشهور.

البعض قلب سلوكياته رأساً على عقب، وجعل من شهر العطاء والإحسان مناسبة للكسل والتقاعس، ويتحجج بحرارة الطقس ليعطل مصالح الناس، بينما هو قابع في مكتبه المكيف، وهناك آخرون يكابدون لهيب الشمس، يؤدون أعمالهم بصبر وإخلاص.

وهناك من يجعل منه شهراً للمسلسلات الهايفة والبرامج الأكثر هبوطاً وسط ماراثون تؤججه محطاتنا الفضائية لترسخ توجهاتها بأن الشهر الكريم لهذه الغاية، والعمل الإعلامي بهذه السطحية والانحطاط، خاصة تلك المسلسلات التي تزعم أنها خليجية، وتقدم لنا الأسرة بما تراه فيها من تفكك وخيانات وإدمان على المخدرات. كنا سنقبل على هذه المحطات وبرامجها لو أنها ضمت جهودها للبلدان التي تنطلق منها، وهي تتصدى لخطر وجودي يمثله اليوم التطرف والإرهاب، وتكثف رسالتها في هذا الاتجاه، ونحن نرى كيف تتغلغل الجماعات والتنظيمات الإرهابية لتستقطب أغراراً ومراهقين من فلذات أكبادنا وتزين لهم تلك الأفكار والأعمال الشيطانية، وتزرع في عقولهم المغيبة، وأدمغتهم المغسولة الحقد والكراهية، وتؤلبهم على أوطانهم وولاة أمورهم. ماذا قدمت تلك المحطات سوى الإسفاف ومواد وبرامج تستغل كذلك للتأليب والتغييب؟.

لقد أعمى بريق الإعلانات تلك الوسائل وأفقدها البوصلة الحقيقية لخدمة المجتمع لتغرد بعيداً عن جهود دولنا الخليجية للتصدي لأخبث وأخطر آفة تتسلل إليه، وهي آفة الإرهاب المتستر خلف الدين، والنافخ في كيره والمؤجج لنيرانه مفتيو الفضائيات الذين يطلون علينا من قنوات التطرف، ويحببون للشباب القتل والتفجير للحاق بحور العين!!.

نسأل الله في شهره الكريم أن يجنب بلادنا وسائر بلدان المسلمين شرورهم، ويحفظ إماراتنا وشيوخنا، ويعيد علينا رمضان عاماً بعد عام، ونحن ننعم بالمزيد من الأمن والأمان والرخاء والازدهار. و«مبارك عليكم الشهر».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أهلاً رمضان أهلاً رمضان



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 14:38 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 18:45 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 11:33 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 16:51 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

اضيفي اجواءًا جريئة ومشرقة على جدران المنزل

GMT 20:37 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

مطعم ياباني يقدم وجبات لحوم البشر بـ 20 ألف جنيه

GMT 17:53 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

ندوة لمناقشة رواية "منتصر" في مكتبة "البلد"

GMT 04:12 2020 السبت ,09 أيار / مايو

برشلونة يقترب من حسم صفقة نجم يوفنتوس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates