علي العمودي
اليوم نهاية الأسبوع، نتمنى للجميع عطلة سعيدة، من دون منغصات أو كدر، وبالأخص من الحوادث مهما كانت، فالقلب يتفطر، ويعتصره الألم مع كل حادث مؤلم يحصد أرواحاً بريئة وشباباً في زهرة العمر، أسرهم ووطنهم في أمسِّ الحاجة إليهم. نعيد التذكير بالأمر ونحن نتابع استمرار هذا النزيف الدامي على طرقنا الداخلية والخارجية منها.
في الأذهان حوادث تتابع لـ 96 سيارة السبت الماضي على طريق العين - أبوظبي، إثر الضباب الكثيف الذي لف الطريق، وأسفر عن إصابة متفاوتة لنحو 23 شخصاً. كما كانت هناك حوادث متفرقة في مناطق مختلفة من الدولة أسفرت عن وفاة شباب صغار أطفأوا بأيديهم فرحة أهلهم ووطنهم بهم.
جاءت شرطة أبوظبي لتؤكد في تحقيقاتها الأولية عن الحادث التتابعي أنه نتيجة أخطاء بشرية، أي أن المشكلة في سائقي هذه المركبات كالعادة، ممن يقودونها بتلك الصورة المتهورة دون اعتبار لأي أمر أو ظرف طارئ.
البعض تناسى الحادث، ليتركز اهتمامه على الخسائر المالية التي قدرها خبراء التأمين بأكثر من مليون درهم، ومن يتحمل الفاتورة؟ خاصة مع صعوبة تحديد المتسبب جراء ظروف الحادث الجماعي.
إلا أن السؤال الأهم، يظل عن نجاعة الرسائل التوعوية، التي تطلقها إدارات شرطة المرور والإدارة المعنية بالسير في وزارة الداخلية، مع تكرار هذه الأخطاء البشرية، وهل هذه الرسائل تصل إلى الفئات المستهدفة، وكذلك الغرامات والعقوبات المقررة، هل نجحت في الحد أو على الأقل في تقليل تلك الأخطاء وما يستتبعها من حوادث قاتلة؟ تواصل نزف الدم على إسفلت الطرق بصورة مقلقة للغاية في مجتمع يعاني في موارده البشرية، التي تعد أغلى وأهم الموارد.
ورغم حرص الإعلام الأمني في شرطة أبوظبي وغيرها ووزارة الداخلية على توظيف وسائل التواصل الاجتماعي وبرامج الإذاعة لتنبيه الجمهور، وتحذيره من تقلبات الطقس، نجد مجانين الطريق يتجاهلون تلك التحذيرات، ويصرون بقيادتهم الجنونية والطائشة على تعريض أرواحهم والآخرين للخطر، ويمثلون خطراً داهماً على كل مستخدمي الطريق.
مثل هذه الحوادث نجدد معها الدعوات بالسلامة للجميع، ونجدد مناشداتنا قيادات الشرطة و«الداخلية» بمراجعة مقارباتها وإجراءاتها في التعامل مع هذه النوعية من السائقين الطائشين بعقوبات أشد، بعد أن تحولت الغرامات المالية بالنسبة إليهم مسألة تدعو للتفاخر!!. نعم هذا واقع نشاهده ونراه، ويتطلب تدخلاً حازماً وصارماً يعيد المتهورين إلى جادة الصواب.