علي العمودي
«يا وطن بلغ رسالة من على الجبهة، لمن قدم عياله فدالك عالوعد عز النهار»، تلك كانت كلمات من آخر قصيدة لشهيد الوطن والواجب النقيب هادف حميد الشامسي، الذي لقي وجه ربه أمس الأول بينما يؤدي واجبه الوطني والقومي والإنساني تجاه أهلنا في اليمن قبل أن تمتد إليه يد الغدر والجبن لأعداء الحياة في مدينة جاءها مع إخوانه من فرق الهلال الأحمر وقوات التحالف لأجل إعادة الحياة إليها ورسم الابتسامة من جديد على وجوه أبنائها الذين أضنتهم الحروب ومغامرات الحوثيين والمخلوع علي «غير الصالح»، ودفعوا ويدفعون الثمن غاليا لعقود من التهميش وغياب التنمية الحقيقية، ختمها هؤلاء المغامرون بالارتهان لأيران كُدمى تحركهم، ليمثلوا خطرا داهما على شعوبنا الخليجية وأمنها واستقرارها ومكتسباتها، وكذلك على أمننا القومي العربي.
وبالأمس استقبل ثرى الإمارات الطاهر الشهيد هادف، كما استقبل رفاقاً سبقوه لنيل شرف الشهادة، بكل فخر واعتزاز، والرؤوس شامخة والمعنويات عالية تطاول عنان السماء شرفاً وتقديراً ونبلاً بتضحيات هادف وأمثاله، ممن قدموا أروع وأنبل صور الإيثار والتضحية للإمارات، ومستقبل الإمارات، وشعب الإمارات وقيادتها الجسور، وهي تشارك مع أشقائها ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة لنصرة الشرعية في اليمن والتصدي للمخطط الإيراني الحقود.
استشهد هادف في عمل غادر جبان وخسيس أرعن، يكشف هوية منفذيه ومن يقف خلفه، عمل يكشف دناءتهم والقاع الذي يطفون منه بيأس بعد أن أدركوا خاتمتهم البائسة ونهايتهم المحتومة أمام الانتصارات الباهرة لأبطال قواتنا المسلحة الباسلة، وقوات التحالف وهم يجتثون أذناب أيران من أوكارهم وجحورهم في جبال ومفازات اليمن الشقيق، ويطهرون تراب موطن العرب الأول من رجسهم.
الشهيد هادف «بلغ رسالة وطن»، رسالة إمارات المحبة والوفاء بالمضي قدما بإرادة أكبر وعزيمة أقوى حتى تحقيق نصر تلوح بشائره وترتفع راياته في كل شبر من «أرض الجنتين» في الطريق إلى صنعاء لإتمام المهمة التي انطلق من أجلها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وتعهدوا به لقائدهم وشعبهم. بل لتأمين أرض اليمن حتى لا يوجد عليها أي موطن قدم لإرهابي أو متطرف يهدد أمننا واستقرارنا في عموم الجزيرة والخليج. رجال «ثارهم ما يبات»، وتضحيات ودماء شهدائنا لن تذهب هدرا.
المجد والخلود لشهدائنا رحمهم الله وأسكنهم الفردوس الأعلى. الخزي والعار للغادرين الجبناء، أعداء الحياة.