علي العمودي
كعادته دائما في إطلاق المبادرات الفكرية والبحثية النوعية نظم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية مؤخرا ندوة في غاية الأهمية بمقره في عاصمتنا الحبيبة بعنوان «تحالف عاصفة الفكر» في إطار مبادرة نوعية وجهد فكري راق يقوده المفكر الدكتور جمال سند السويدي مدير عام المركز لحشد طاقات المفكرين والباحثين في منطقتنا الخليجية والعربية والتنسيق معهم لإثراء الساحة البحثية بالفكر والعلم لدفع مسيرة البناء والتنمية فيها وتعزيز وصون المكتسبات التي تحققت لشعوبها وهي تنعم بالأمن والأمان والرخاء والازدهار، تجسيدا لرؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المركز والقيادة الرشيدة باعتماد البحث العلمي والفكري لمواجهة التحديات المستقبلية والمهددات التي تتربص بمنطقتنا على وجه الخصوص.
ولعل في مقدمة التحديات ما يمثله التطرف والإرهاب وتنوع الشعارات التي ينفذ من خلالها، وبالأخص في المنطقة وعالمنا العربي، ويتخذ من الإسلام والدين واجهة لتضليل الرأي العام ومن انطلت عليهم تلك الأكاذيب والمزاعم من صغار العقول وضيقي الأفق. وقد تصدت الإمارات للإرهاب بكل قوة، وأصبحت في الخطوط الأولى من الحرب العالمية على الإرهاب والإرهابيين.
وقد أكدت رؤى القيادة على التصدي للإرهاب والتطرف والغلو من خلال منصات وجبهات عدة في مقدمتها جبهة الفكر والبحث العلمي، وكان لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية السبق في هذا الاتجاه من خلال العديد من الندوات والمؤتمرات والمحاضرات المتخصصة التي نظمها للتوعية وتعرية تلك الأفكار الهدامة والمتطرفة وتحصين المجتمعات منها، ويقف المؤلف الشامل للدكتور جمال سند السويدي «السراب» نقطة ساطعة للجهد الفكري في كشف وتعرية الطابع التسلقي للجماعات المتاجرة بالإسلام للوصول إلى غاياتها الدنيئة باستخدام كل وسائل الترهيب والقتل والتدمير.
لقد مثلت ندوة «تحالف عاصفة الفكر» مرحلة جديدة من التعاون العلمي بين المراكز البحثية الخليجية لا يقل في قوته وأهميته عن الصيغة الجديدة التي سطرها انطلاق عمليتي «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» بما تمثله من نموذج غير مسبوق للعمل الخليجي والعربي المشترك، والحفاظ على مصالح الأمة في وجه المخاطر. وجاء إطلاق الندوة جائزة محمد بن زايد للبحث العلمي في المجالات الاستراتيجية تأصيلاً لرؤية سموه لاستقراء واستشراف المستقبل لأجل خير البشرية في وجه أعداء الحياة.