علي العمودي
«أبوظبي للإعلام» ناشرة صحيفتنا «الاتحاد» التي نتشرف بالانتماء إليها، ومطبوعاتها الشقيقة وتتبعها كذلك قنوات تليفزيون أبوظبي الفضائية والإذاعية، أطلقت في إطار مسؤولياتها المجتمعية مبادرة غاية في الأهمية تحت اسم «صوّر بإيجابية» بهدف «نشر التوعية بالأسس المثالية لاستخدام قنوات التواصل الاجتماعي».
تنطلق هذه المبادرة وأمامنا نموذج صارخ لسوء استخدام هذه الوسائل الجديدة مع إعلان النيابة العامة في أبوظبي القبض على شخص بتهمة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في الإساءة إلى المجلس الوطني الاتحادي خلال الانتخابات الأخيرة التي شهدتها البلاد مؤخراً.
وقبل هذا المثال تابعنا حوادث مماثلة لا يدرك المتسببون فيها تبعات تصوير مقطع مرئي وبثه على مواقع التواصل الاجتماعي، والمسؤولية القانونية المترتبة على ذلك. ورغم التحذيرات المتوالية من جانب العديد من الجهات، وبالذات الهيئات القضائية والدوائر الشرطية، إلا أن البعض يصر على صم أذنيه عن الأمر، ويمضي فيما هو فيه، ليفاجأ بعد ذلك بالإجراءات القانونية المتخذة بحقه، وهو الذي يعتقد بقصد أو من دون قصد أن الموضوع لن يكون بهذه التداعيات الخطيرة.
ومع كل حالة مخالفة كانت التحذيرات تتجدد، والتوعية تتكثف، وبالأمس أكد المستشار علي محمد عبدالله البلوشي، النائب العام لإمارة أبوظبي، ضرورة توخي الحذر خلال استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وعدم نشر أو إعداد أو إنتاج أو استخدام أو نشر أو إرسال أي ألفاظ أو عبارات أو إشارات أو رموز أو رسوم أو تصوير أو تسجيل أو كتابات، سواء كانت مرئية أو مسموعة أو مقروءة، بما يمس أو يسيء للمجتمع أو للنظام العام، مذكراً الجميع بحملات التوعية المتواصلة حول قانون الجرائم الإلكترونية، والمحاذير القانونية في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي التي تقوم بها النيابة.
والمسألة باختصار تتعلق بإدراك الإنسان احترام خصوصية الآخرين ومراعاة حقوق الغير، وكما لا يريد أي شخص أن يرى من يستغل صوره، ويسيء إليه، عليه أيضاً أن يلتزم بالأنظمة والقوانين ولا يسمح لنفسه أن يكون ناشراً ما يسيء للآخرين.
مبادرة «صور بإيجابية»، التي أطلقتها «أبوظبي للإعلام»، تتطلب منا التفاعل معها، وتذكرنا جميعاً بمسؤولياتنا، وتحفزنا على الاستفادة الإيجابية من مواقع التواصل الاجتماعي، وجعلها بالفعل اسماً على مسمى، ونوظفها نحو كل ما هو جميل حولنا بدلاً مما يجري من عبث وإساءة للآخرين، وعلى المخالف تحمل تبعات أفعاله.