علي العمودي
انطلاق طائرة «سولار أمبلس2» من أبوظبي في رحلتها التاريخية حول العالم دون استخدام قطرة وقود واحدة، يؤكد التزام الإمارات بدعم مشاريع الطاقة المتجددة وتعزيز استخدام التقنيات النظيفة.
الطائرة التي ستقطع 35 ألف كيلو متر في هذه الرحلة التاريخية، اختار مصمموها وطياروها بدء رحلتهم من عاصمتنا الحبيبة في لفتة تقدير وشكر وعرفان لدعم أبوظبي، وما تقوم به دولة الإمارات من مبادرات وجهود للتوسع في الاعتماد على الطاقة البديلة والمتجددة والنظيفة باعتبارها مدخلاً لإيجاد حلول تضمن استمرارية التنمية من جهة، وتنويع مصادر الطاقة التي يحتاجها الاقتصاد العالمي لضخ الحركة والحيوية في مختلف مفاصله، والبشرية تواجه تحديات جمة خلال الخمسة عقود المقبلة.
رؤية استشرافية للمستقبل، تنشغل بها قيادة الإمارات، وتضع الاستدامة في مقدمة أولويات التخطيط للبرامج التنموية، تتطلب استيعابها في المقام الأول من دوائرنا المعنية بالتخطيط الحضري، من بلديات ومكاتب هندسية وشركات مقاولات ممن اندفعوا في سباق محموم عند بناء الأبراج السكنية والتجارية وغيرها من المباني لإسقاط خيار الطاقة البديلة من حساباتهم، وهم يتحدثون عن مبانٍ خضراء وصديقة للبيئة.
ذات مرة كنت مسافرا بين مدينتين إيطاليتين كبيرتين عندما استوقفني حديث السائق عن تسهيلات قدمتها له بلدية منطقته المجاورة لمدينة ميلانو لجعل منزله يعمل بالطاقة الشمسية، وكيف طور مشروعه ليزود كذلك جيرانه من هذه الطاقة في بلد تختلف فيه تعرفة الكهرباء بين الصباح والمساء لظروف عمل الجميع، بينما يتركز الضغط ليلا على الأجهزة الكهربائية.
عندنا وبسبب حجب دخول الشمس عن شقق الأبراج السكنية، ومنع استخدام الشرفات يزيد الضغط على استخدام الطاقة جراء التوسع في الاعتماد على أجهزة الغسيل والتنشيف. وكذلك أنظمة الإضاءة التي نعتقد أنها صديقة للبيئة وموفرة للطاقة.
رحلة «سولار أمبلس2» نقطة إلهام في مسيرة لا تتوقف، وجهد متصل لحماية الكوكب الذي نعيش عليه، ومحطة للتذكير بمسؤولياتنا جميعا في صون مواردنا من الهدر، بعيدا عن نظريات العرض والطلب في السوق. من أجل مستقبل الأجيال القادمة، بالحفاظ على ما في هذه الأرض من ثروات، والحرص على بيئة نظيفة، وضمان حقها في العيش الكريم. وتلك هي رسالة حب تحملها «سولار أمبلس2» من الإمارات إلى العالم.