علي العمودي
استجابة لهذه الدعوة النبيلة، تتوحد يوم غد الجمعة قنوات وفضائيات دولة الإمارات العربية المتحدة في حشد لغاية إنسانية جليلة وجمع المشاركات والتبرعات لحملة” تراحموا” لإغاثة مليون شخص من اللاجئين والمتضررين من البرد في بلاد الشام، والتي أمر بإطلاقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، تجسيدا لنهج راسخ وثابت لإمارات المحبة والعطاء، والذي أكد سموه بأنها ستظل عاصمة للخير ويدا للعطاء ومحطة لإغاثة الملهوف. داعيا سموه” أبناء الإمارات أبناء زايد الخير، وجميع المقيمين للمشاركة في الحملة الإنسانية لدعم إخوانهم اللاجئين والمتضررين من هذه الظروف الجوية الصعبة”. الحملة التي تحظى بمتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي شهدت على الفور تنفيذاً عمليا لها بإقامة جسر جوي لنقل مواد الإغاثة الشتوية العاجلة، واشتملت على أغطية وملابس شتوية ومواد غذائية، وأجهزة ومعدات التدفئة لتلبية احتياجات الآلاف من اللاجئين والنازحين والمتضررين في الأردن ولبنان وفلسطين ومساعدتهم على تجاوز شتاءً قارسا لهذا العام، وزاده قسوة العاصفة الثلجية ”هدى”. “تراحموا” مبادرة إنسانية راقية تجسد حب الخير وإعانة الآخرين التي جبل عليها مجتمع الإمارات، وهي امتداد لمبادرات انطلقت من بلاد”زايد الخير” في مواقف ومناسبات عديدة، وبتوجيهات سامية متواصلة تعبر عن تلك القيم، وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد فإن وقفات”خليفة الخير” الإنسانية لا تُنسى، وإحساسه بالمنكوبين والمحتاجين أينما كانوا هي مصدر إلهام لشعب الإمارات”. وقفات سامية تظل محركاً لكل المبادرات والمواقف لإغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج أينما كان دون تمييز لعرق أو لون أو معتقد، وتُعد نهجا ثابتا للإمارات وضعها في المرتبة الأولى كأكبر مانح للمساعدات في العالم، ولله الحمد والمنة.
الإمارات من أوائل الذين هرعوا لمساعدة اللاجئين والنازحين في بلاد الشام منذ تفجر الأحداث الدامية هناك، وأقامت المعسكرات والمستشفيات الميدانية للتخفيف من معاناتهم وأوضاعهم الحرجة.
حملة ”تراحموا” امتداد لذلك النهج الثابت والأصيل، وهي تدخل الدفء إلى قلوب وأجسام الآلاف المتضررين في بلاد الشام، تنتظر تفاعل جميع المحسنين افراداً ومؤسسات، وستظل الإمارات بعون الله منارة للخير وعنوانا للعطاء بقيادة خليفة وإخوانه.
"الاتحاد"