علي العمودي
البيان الصادر عن الاجتماع التأسيسي الأول لمجلس «أمناء منتدى تعزيز السلم»، الذي اختتم أمس الأول في عاصمتنا الحبيبة أبوظبي، يمثل أحدث موقف لعلماء المسلمين من الأحداث الإرهابية مؤخراً حول العالم، وأحدث تحذير من خطورة نيران التطرف والإرهاب الذي يتطلب من الجميع الوقوف صفاً واحداً في وجه هذا التطرف الأعمى، ولا سيما من قبل علماء الدين الإسلامي، وحكماء الأمة، وهم يجتمعون في دار الحكمة التي شادها حكيم العرب القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وكان رحمه الله من أوائل قادة العالم الذين نبهوا لخطورة الفكر المتطرف، وعملوا على إعلاء قيم وسطية واعتدال الإسلام الذي جاء بها محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام، الرحمة المهداة المبعوث متمماً لمكارم الأخلاق.
أكد البيان ثوابت ديننا الحنيف في رفضه لهذه الأعمال الإرهابية الخرقاء الجبانة لشراذم من الأشرار عديمي الُخلق والضمير الذين ألحقوا بأفعالهم الإجرامية الخرقاء أكبر تشويه بديننا السمح. وكان أكثر المتضررين منها مجتمعاتنا المسلمة، وهم يسفكون دماء الأبرياء في كل مكان، ناشرين الفتن المذهبية، ومؤججين الصراعات الطائفية.
إن الجهد الذي يتحرك من خلاله منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، وبرعاية كريمة من قيادتنا الرشيدة، جهد مبارك يتطلب التفاف الجميع حوله، ويعد من صور جهد تحرص عليه إمارات الخير والعطاء في دعم السلم والسلام والأمن والاستقرار في كل مكان من أجل صون الحياة للإنسان، الإنسان الذي استخلفه الله على الأرض ليعمرها بالحب والتسامح والتعايش بين الأمم والشعوب، وليس بإشعال حروب عبثية عدمية، كحروب ومعارك المتعطشين للدماء من الإرهابيين ناشري الفتن والخراب والدماء في كل مكان وصلوا إليه.
كما أن هذا الجهد المبارك للمنتدى يصب أيضاً في مبادرات قوى الخير ورواد الحكمة والاعتدال من علماء المسلمين الذي يتصدون بالفكر والحجة والموعظة الحسنة للمتاجرين بالدين الإسلامي ممن يطلون على الشباب من بعض فضائيات الحقد والمقت، وأولئك الذين يتصيدون شباب المسلمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتضليلهم ومن بعد الزج بها ليقُتلوا في حروبهم العدمية، بينما أبناؤهم بجانبهم. لقد حمل بيان المنتدى دعوة للجميع أفراداً ومؤسسات لوقف العبث بحياة الناس والتفرغ لتنمية المجتمعات لأجل إسعاد الإنسان وصون كرامته، والوقوف صفا واحداً في وجه «دواعش» و«خوارج العصر».