علي العمودي
شهدت البلاد زخماً من الفعاليات والمناسبات الوطنية المتتالية، إلا أننا نتوقف أمام حدث راق جليل جميل، جرى مؤخراً، ويتمثل في توقيع مشيخة الأزهر الشريف بجمهورية مصر العربية والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، مذكرة تفاهم لافتتاح أول فرع في العالم لجامعة الأزهر في دولة الإمارات.
الخطوة الرائدة لا تعتبر «تعزيزاً للعلاقة الأخوية المميزة بين القيادتين الرشيدتين والشعبين الشقيقين»، كما جاء في خبر الإعلان عن الخطوة، فحسب، وإنما ترسي دعامة إضافية للجهد المشترك للبلدين الشقيقين في نشر قيم الوسطية والاعتدال لديننا الإسلامي، ديننا الحنيف الذي تعرض ويتعرض لأكبر تشويه على أكبر من صعيد، في مقدمتها، مزاعم مفتي الضلالة والتضليل تجار الدين الذين يطلون من فضائيات معروفة ومكشوفة ليحرضوا على التطرف، والغلو والتعصب الديني والمذهبي والطائفي.
وتعرض الإسلام لأبلغ تشويه وإساءة على يد تلك الثلة الملتاثة من القتلة، وهواة القتل والانحراف وناشري الفتن، وسفك الدماء والخراب والدمار من «دواعش» العصر، وفلول«القاعدة» وشراذم «الأخوان» في كل مكان، ونقلوا أمراضهم كذلك إلى مجتمعات أحسنت اليهم وآوتهم، وأسبغت عليهم من الكرم والحفاوة ما لم يكن ليحلموا بها في مواطنهم الأصلية، فردوا جميلها رعباً وقتلاً وتدميراً، كما شاهدنا مؤخراً في باريس وكاليفورنيا، وقدم مرتكبوها المجرمون أجمل هدية لليمين المتطرف هناك للإساءة للإسلام والمسلمين في كل مكان.
افتتاح جامعة أزهرية في الإمارات يمثل إضافة نوعية وعملية لمراكز قائمة للدراسات الإسلامية الحريصة على نشر الوسطية والاعتدال، وإبراز قيمها مثل، الجامعة القاسمية في الشارقة، وفرع جامعة محمد الخامس أكدال في أبوظبي، والأخيرة تقوم برفد الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية بالدعاة والوعاظ، وطلابها من الدارسين المواطنين.
نتمنى من الفرع الجديد لجامعة الأزهر فتح أبوابه للجميع، وإتاحة الانضمام إليه لتوسيع قاعدة نشر المعرفة ومبادئ الوسطية والاعتدال التي تحرص الدولة على نشرها في إطار جهود ومبادرات صون الإسلام وقيمه السامية من العبث والتشويه.