علي العمودي
تكتسب المبادرة التي أطلقتها «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، والخاصة بتأسيس مجلس الأسرة الاجتماعي، أهمية خاصة، وتجسد استشعاراً عالياً لدور الأسرة في المجتمعات، لا سيما في هذا الظرف الدقيق الذي باتت تتداخل فيه الأدوار والمفاهيم لإعادة صياغة وتشكيل الأبناء بعيداً عن رقابة الأسرة.
ومن هنا كانت دعوة سموها لدى ترأسها مؤخراً اجتماعاً مع الإدارة العليا لـ«التنمية الأسرية» إلى الجميع وبالذات الأسرة - عماد كل مجتمع - «ضرورة احتواء الأبناء ورعايتهم والاستماع إليهم، وتقنين استخدامهم الوسائل التكنولوجية الحديثة، خاصة وسائل التواصل الاجتماعي التي شغلت الأبناء، وأصبح خطرها واضحاً عليهم من خلال تعاطيهم لها وارتباطهم الدائم بها، مما أخل بعلاقاتهم الأسرية، وأضر بعقول بعضهم ورؤاهم وتوجهاتهم الفكرية»، كما قالت سموها.
التقنيات الحديثة، لا سيما التوسع في استخدام الهواتف الذكية والانفتاح غير المسؤول على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل شرائح واسعة في المجتمع، أصبح يفرض تحديات جمة على الأسرة في مجتمعنا يتطلب يقظة وانتباه الجميع، لأجل مفهوم رقابي، بحسب ما يعتقد البعض، وإنما في سياق احتواء يقوم على الحوار والتبصير بتلك التحديات والمخاطر التي تحملها، خاصة وأن النسيج الاجتماعي واللحمة الوطنية مستهدفان من قبل أطراف وقوى لا تريد الخير للإمارات، فتوجه سهام أحقادها نحو أهم ثروة للبلاد شبابها وهم بعد أغرار، لأنهم رجال وقادة الغد. شاهدنا كيف يبث وينشر أولئك الحاقدون الأخبار المضللة والفتاوى المنحرفة بغية تعكير صفو المجتمع وأمنه واستقراره من الداخل.
الأسرة التي تحظى بعناية ورعاية خاصة من لدن القيادة الرشيدة، حائط الصد الأول لحماية أبنائها في مواجهة تلك السموم الفكرية والتضليل الذي يرد عبر هذا الفضاء الفسيح، ويعمل على استغلال صغر سن هؤلاء الأبناء في محاولة لاستقطابهم توجيههم نحو مآربهم البغيضة وأهدافهم الحاقدة.
التحصين يبدأ مع الأبناء وبهم بتأصيل حب الوطن والتضحية لأجله والذود عن حياضه ونصرة الأشقاء، وترسيخ القيم الإماراتية و«السنع» والمستمدة من العقيدة السمحاء والعادات والتقاليد العربية الأصيلة التي غرسها الآباء والأجداد، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وتلك مسؤوليتنا جميعا كأسرة واحدة في «البيت المتوحد».