بقلم : علي العمودي
أمس كنا مع دورة جديدة من ملتقيات الروح والعقل والفكر، تحلق في فضاءات بلا حدود، مع افتتاح سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، الدورة السادسة والعشرين لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب التي تقام برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
دورة تنطلق في رحاب عام القراءة الذي وجّه به قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ليستعيد الكتاب أمجاده، ونسترد روحه، ونطلق أنوار المعرفة والعلم في ظرف تزحف فيه ثقافة القشور والمعلبات، ويحاول تصدر المشهد جهلاء العصر وناشرو الضلالة والتجهيل ممن يتسربلون الشعارات الزائفة والطروحات الكاذبة لوأد أحلام البسطاء في حياة كريمة آمنة مستقرة.
القراءة مفتاح الإدراك، وبالعلم والمعرفة، ونور الثقافة، تبدد طروحات الحجر والإقصاء التي يقوم عليها الفكر الضال والمنحرف، لا سيما من جانب الذين جعلوا من الإسلام، دين السلام، مطية لتبرير مغامراتهم وشذوذ أفعالهم وجرائمهم.
تنطلق دورة المعرض، وفي الأفق شخصيته المحورية، المفكر والفيلسوف العربي الأندلسي ابن رشد، وما قدم لعصره وللحضارة الإنسانية، وما كان يرمز إليه وترمز له تلك الحقبة من انفتاح وإعمال للعقل والفكر، وتحدٍ لخفافيش الظلام والجهل الذي يطلون في كل عصر. وإيطاليا ضيفة شرف المعرض بما يعنيه من تواصل حضاري وإنساني بين الثقافات والحضارات، وعلى امتداد أيام المعرض، فعاليات تثريها مشاركة أكثر من 600 كاتب، و20 رساماً، و1260 عارضاً من 63 دولة، ويضيئها إعلان الفائزين بالجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر العربية»، إسهام أبوظبي للثقافة العربية، ويزيدها ألقاً ونوراً تكريم الفائزين بفروع أسمى الجوائز على قلوبنا جائزة الشيخ زايد للكتاب، وهي تحمل اسم أغلى وأعز الرجال القائد المؤسس الذي آمن مبكراً بأن العلم والقراءة مفتاح بناء العقول لأجل أجيال قادرة على بناء وطن يسعد فيه الجميع، وينعمون بالخير والوئام والسلام والرخاء والازدهار، وأسس وطناً سرعان ما أصبح نموذجاً ملهماً في البناء والتعايش والتسامح، ومنارة للفكر المنفتح على كل الثقافات والحضارات.
ونحن نحتفي بروح الكتاب، لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، منا ولكل الجنود المجهولين المنظمين، خالص الامتنان لتظل عاصمتنا الحبيبة منارة إشعاع حضاري وإنساني.