بقلم : علي العمودي
اعتدنا على أرض الإمارات ليس فقط احترامَ وتقديرَ رجالَ الشرطة وإنما محبَّتهم، لا لأنهم يمثلون القانون وهيبته وقوته، وإنما لكونهم العيونَ الساهرةَ على أمننا وراحتنا، وصون وحماية الأرواح والممتلكات، وجعلوا منَّا شُركاءَ لهم في حمل شرف هذه الأمانة، من خلال مبادرات وخطط وبرامج عدة، لعل في مقدمتها مبادرة «كلنا شرطة» التي تنفذها القيادة العامة لشرطة أبوظبي، وتجعل من كل مواطنٍ ومقيمٍ شريكاً في الحفاظ على مكتسبات ومنجزات هذا الوطن الغالي، وتعزيز واحة الأمن والأمان التي يتفيأ الجميع على اختلاف منابتهم ومشاربهم تحت ظلالها الوارفة. وغيرها من المبادرات الإيجابية التي تستلهم توجيهات قيادتنا الرشيدة، وتؤكد على الشراكة ومسؤولية الجميع في الحفاظ على الأمن وترسيخ قواعده، ومن أبسط تلك القواعد احترام القانون ومن يمثلونه ويطبقونه.
من هنا، كان شعور الجميع بالأسى والأسف إزاء الحادثة التي شهدتها مدينة العين مؤخراً، ودفْعِ شابٍ حياتَه ثمناً لتهوره وعدم انصياعه لأوامر الشرطة، ولكونها أيضاً غريبة ودخيلة على مجتمعنا، حيث شهدت إطلاق نار على دورية للشرطة، وصدمها من قبل الشاب.
آسى وآسف لأن البعض يصر على الطيش والتهور، ولا يقيم وزناً للأنظمة والقوانين، ويمضي في تحديها إلى أبعد الحدود ليمثل خطراً على حياته والآخرين، ويدفع الثمنَ غالياً بالصورة المؤلمة التي انتهت إليها حادثة العين.
وإذ نعزي أسرة الشاب الضحية وذويه، نضم صوتَنَا للأصوات نيابة عن شرطة أبوظبي للجميع بضرورة التعاون مع رجال الشرطة والأمن لأنهم وُجدوا لخدمتنا والسَّهر على أمننا وسلامتنا، والامتثال لأوامرهم ونصائحهم وإرشاداتهم، ففيها السلامة للجميع. وهذه دعوة للآباء وأولياء الأمور بحسن متابعة الأبناء، وعدم الاستسلام لرغباتهم بصورة غير مسؤولة، خاصة إتاحة قيادة السيارات لمن لم تكن في حوزتهم رخصة للقيادة، أو «تزويد» المركبات بصورة غير قانونية، والقيام بممارسات خطرة كالاستعراضات التي تقود لمخاطر جمَّة، ونتائج وخيمة تصل لدرجة أن تُزهق معها أرواحٌ بريئة، ويتحول شبابٌ في عمر الزهور وذروة العطاء والإنتاجية إلى أجساد أسيرة الأسرة والكراسي المتحركة.
وبعيداً عن ملابسات حادثة العين، والتي أثارت جدلاً واسعاً في المجتمع، نتمنى من شرطة أبوظبي الاستفادة من دروسها في تطويرِ طرقِ الوصولِ للمتهورين وبالذات الأغرار بديلاً عن مطاردات تقليدية تزيد المتهورين تهوراً وتؤدي لنهايات غير محسوبة، مجددين التحية للعيون الساهرة والتمنيات بالسلامة للجميع.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد