بقلم : علي العمودي
تجيء المبادرة الجديدة «علّق بإيجابية» من صحيفتنا «الاتحاد»، الصرح الذي نفخر بالانتماء إليه، امتداداً للمبادرة الأولى «صوّر بإيجابية»، والتي كانت قد أطلقتها في وقت سابق من هذا العام، وفي إطار المسؤولية المجتمعية ورسالة الصحيفة. وكلتا المبادرتين تهدف إلى إرساء ونشر ثقافة المسؤولية والاحترام والتعامل الإيجابي مع وسائط التواصل الاجتماعي ومنابر التعبير، وبالذات مع السطوة التي دانت لهذه الوسائط في المشهد الإعلامي.
يشارك في حملة «علّق بإيجابية»، نجوم الفن والرياضة، وفعاليات ومشاهير لحشد أكبر متابعة، وتسليط الضوء بصورة أوسع على غايات الحملة النبيلة التي تحمل رسالة نور وحب للجميع للنأي بأنفسهم عن عتمة التعصب والتطرف في الرأي والقول والفعل، ونشر ثقافة احترام الآخر ورأيه، والتعبير برقي واحترام عن هذه الفكرة، أو القناعة للمتداخل.
فالمتابع لما يجري عبر هذه الوسائط يلاحظ كيف يتهور البعض، ويندفع في التعليق على ما ينشر، ويعقب بمداخلات تفتقر لأبسط قواعد الأدب والأخلاق، والكثير منها ينم عن جهل بما يتحدث عنه، سواء في شأن سياسي أو اقتصادي واجتماعي.
غالبية هؤلاء من المتعصبين لأفكارهم وقناعاتهم، تجدهم من دون حجة أو منطق، لذلك تجدهم يندفعون لشخصنة الأمور، والخوض في أمور خاصة، تصل إلى حد الإهانة اللفظية والسباب والقذف. وعندما يساق أمثالهم للمحاكم بعد لجوء المتضرر إلى القضاء، نراهم يحاولون التنصل من مسؤولياتهم، ويزعم الفرد منهم عدم علمه بأن القانون يجرم مثل هذه التعليقات على تلك الوسائط.
لا شك أن مثل هذه الحملات التوعوية تسلط الضوء كذلك على الجوانب القانونية المترتبة على تلك الممارسات غير المسؤولة، ليعي كل من يعلق، أو يدون تعليقاً تبعات ما يكتب، فقوة الكلمة أمضى من السهام، والجروح الناجمة عنها مؤلمة ولا تندمل بسهولة، وأفرزت سلبية التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أصبح يُعرف اليوم بـ«التعنيف الإلكتروني».
بعض هؤلاء الذين يتطاولون على الآخرين باستخدام الأسماء والحسابات الوهمية، يعتقدون أنهم بعيدون عن يد القانون، غير مدركين أن التقنيات الحديثة مهما تطورت لا يمكن أن يبقوا معها طويلاً خارج المساءلة القانونية والمتابعة من قبل أجهزة إنفاذ العدالة.
حملة «علّق بإيجابية» فرصة للتوعية، والتعريف بأهمية الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي في تعزيز التفاهم بين الجميع، لما فيه المصلحة العامة بوعي ورقي واحترام.