المتاجرون بالدين

المتاجرون بالدين

المتاجرون بالدين

 صوت الإمارات -

المتاجرون بالدين

علي العمودي
بقلم - علي العمودي


لن تجد من البشر أردأ ولا أكثر خسة ونذالة من أولئك الذين تجرؤوا على الله، المتاجرين بدينه، المتآمرين على أوطانهم، والخارجين على ولاة الأمر، لتحقيق مآربهم الدنيئة بعد أن ارتهنوا لمرشد الضلالة الذي بايعوه على «السمع والطاعة في المنشط والمكره»، بعد أن تشبعوا بتوجهات جماعة «الإخوان» الإرهابية القائمة على إقصاء كل من يخالفها، وإهدار دمه، واستباحة عرضه وماله، ونشر الفتن وإثارة النزاعات، وتقويض أمن واستقرار الأوطان، تلك الشرذمة المأفونة التي تناسلت منها كل الجماعات الإرهابية والمتطرفة المتعطشة للدماء، والتي عرفتها منطقتنا والعالم خلال العقود الماضية.
تابعنا مؤخراً الغضبة العارمة التي عمت شعوب منطقتنا الخليجية بعد تكشف حجم المؤامرة التي كانت تخط خطوطها وتعد أدواتها جماعة «الإخوان» الإرهابية، وذلك إثر ظهور تسجيلات المدعوين حاكم المطيري ومبارك الدويلة، وهما من قيادات الجماعة المأفونة، مع معمر القذافي، وكيف أبديا استعدادهما لترتيب تفجيرات وقلاقل وسفك الدماء للنيل من المملكة العربية السعودية الشقيقة، وغيرها من بلدان مجلس التعاون الخليجي.
وتجرأ الدويلة بالافتراء على ولي أمره وقال زوراً وبهتاناً أنه أبلغ ما جرى في تلك المحادثات، صاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان أميراً لمنطقة الرياض. وسرعان ما جرى نفي افتراءاته رسمياً من مكتب الأمير وسكرتير الملك سلمان حينها الذي كشف أن الدويلة جاء لطلب حاجة شخصية.
تاريخ الجماعة الإرهابية في التآمر على شعوب الأمة وبلداننا الخليجية حلقات متصلة لا تزال شاخصة في الذاكرة، ونتذكر جميعاً كيف هرعت قياداتها، بما في ذلك أقطاب فرع التنظيم بالكويت، لتبارك لصدام حسين غزوه بلادهم، واستعدادها لتضع يدها بيده في مشهد يقطر بكل ما تعنيه خيانة الوطن من معنى. وعندما تحررت الكويت بإرادة شعبها الأصيل ودعم الأشقاء والحلفاء، غيّروا جلودهم لينسلوا من جديد إلى داخل ذلك المجتمع الأصيل، ليمارسوا الأكاذيب والمؤامرات والدسائس ذاتها.
جماعة تقتات أينما حلت وتغلغلت من القتل والفتن والخراب تحت ستار الدين والاتجار بقيمه ومبادئه، بمن فيهم من يتولون الإفتاء الشرعي على شاكلة مفتي الدم في ليبيا علي الصلابي الذي افتى بجواز قتل جنود الجيش الوطني الليبي، فتوى لا تنم سوى عن عقلية وعقيدة لفئة مارقة مجرمة مهووسة بالخراب، علينا أن نكون لها ولمؤامراتها بالمرصاد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتاجرون بالدين المتاجرون بالدين



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 14:38 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 18:45 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 11:33 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 16:51 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

اضيفي اجواءًا جريئة ومشرقة على جدران المنزل

GMT 20:37 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

مطعم ياباني يقدم وجبات لحوم البشر بـ 20 ألف جنيه

GMT 17:53 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

ندوة لمناقشة رواية "منتصر" في مكتبة "البلد"

GMT 04:12 2020 السبت ,09 أيار / مايو

برشلونة يقترب من حسم صفقة نجم يوفنتوس

GMT 11:39 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كيت ميدلتون توضح تفاصيل اللقاء الأول مع الأمير وليام

GMT 04:07 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات قوية لرئيس بريشيا الإيطالي بسبب بالوتيلي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates