بقلم - علي العمودي
هي لحظة تاريخية بكل المقاييس، كما وصفها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، لدى الإطلاق الرسمي -بحضوره- بورصة أبوظبي إنتركونتيننتال للعقود الآجلة من مقرها في سوق أبوظبي العالمي، والخاصة بتداول خام مربان، باعتبارها خطوة «تجسّد رؤية القيادة الرشيدة التي تهدف إلى تعزيز صدارة الإمارات على خريطة التنافسية العالمية، ودعم دورها الرائد في سوق النفط، بما يضمن مواصلة النجاحات التنموية المتميزة».
ولأول مرة في أسواق وصناعة النفط سيتم تداول خام «مربان»، إلى جانب خامات قياسية مثل «برنت»، و«غرب تكساس الوسيط» على شبكة «إنتركونتيننتال العالمية»، إحدى شبكات بورصة الطاقة الرائدة في العالم.
استعرض خبراء النفط والمحللون الاقتصاديون في مختلف وسائل الإعلام العالمية، وكذلك المنصات المتخصصة بالطاقة، خلال اليومين الماضيين، أبعاد الخطوة من جوانبها الاقتصادية، وما تمثله من إضافة في السوق الدولية، فالأمر يتعلق بإمدادات الطاقة العالمية وأسواقها، ولكن هناك رؤية جديدة يتوقف أمامها المتابع والمراقب للشأن العام، فخام «مربان»، منذ اكتشافه عام 1958، يلعب دوراً كبيراً في التنمية الاقتصادية المستدامة لدولة الإمارات، حيث يساهم بنحو 50% من إجمالي إنتاج دولة الإمارات حالياً من النفط، ولكن الرؤية الجديدة صنعت الفارق والتاريخ الذي يكتب من جديد في القطاع، وهي بدعم وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب الأعلى للقوات المسلحة، وتعكف على تنفيذها شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، بقيادة معالي الدكتور سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ«أدنوك» ومجموعة شركاتها، والتي تستهدف تحقيق أقصى توظيف للموارد، من خلال تبني مبادرات ومقاربات ترفع إسهامات هذا المورد الحيوي في الاقتصاد الوطني، إلى جانب ترسيخ مكانة أبوظبي مركزاً عالمياً أساسياً موثوقاً للطاقة.
تابعنا خلال الفترة الماضية، ضمن هذه الرؤية الجديدة، العديد من المبادرات، سواء بإعادة هيكلة المجموعة وإطلاق هويتها الموحدة أو التوسع في برامج الاستكشافات والشراكات، والذي توج جهود «أدنوك» في تقدم الإمارات من المركز السابع إلى السادس عالمياً من حيث احتياطيات النفط والغاز. وقد جاء إطلاق تداول خام مربان ليصبح مؤشراً سعرياً جديداً في أسواق الطاقة العالمية، ترجمة للقرار التاريخي الذي اعتمده المجلس الأعلى للبترول وفي الإطار الطموح ذاته لشركتنا الوطنية لتحقيق الاستفادة القصوى، وتسجيل الريادة العالمية المنشودة.