بقلم : علي العمودي
من جديد يطل الإرهاب القميء بفعله الخسيس الدنيء، وهذه المرة من مدينة نيس الفرنسية الجميلة الحالمة، ليحصد أرواح عشرات الأبرياء الذين احتشدوا للاحتفال بيوم الباستيل أو يوم الجمهورية، العيد الوطني لفرنسا. لم يكن اختيار التوقيت مصادفة بل حمل كل معاني استهداف معتوهي الإرهاب للقيم التي جاءت بها الثورة الفرنسية من أُخوة في المواطنة وعدالة ومواساة. ولتؤكد لنا من جديد هذه القوى الظلامية والدُّمى التي تحركها بأنها تستهدف وجود الإنسان وحضارته.
إن الموقف المبدئي الثابت الذي عبّر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالتضامن الكبير مع الأصدقاء في فرنسا والوقوف إلى جانبها إنما هو امتداد للمواقف المبدئية الراسخة والساطعة للإمارات في وجه الإرهاب واجتثاث دابره باعتباره خطراً على العالم بأسره وليس على دولة بعينها. خصوصاً أن هذا الإرهاب يشوه بممارساته الوحشية وادعاءاته الممجوجة والبائسة ديننا الحنيف وصورة دين السلام والمحبة وحسن التعايش، الإسلام العقيدة والرسالة الخالدة التي حملت نشر لواء الحضارة والعلم والنور في كل مكان.
وقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد هذه القناعة والرؤية والموقف من الإرهاب بقوله «إن جريمة نيس الإرهابية تستهدفنا جميعاً، وفي هذا الامتحان سننتصر بإرادتنا وعزيمتنا وتعاوننا المشترك». وبأن «هذه الجريمة الإرهابية لن تثنينا عن عزمنا للتصدي للتطرف والإرهاب»، لأن «رسالة الإسلام السمحة وقيمنا الإنسانية هي التي توجهنا».
معركتنا ضد الإرهاب مستمرة ومتواصلة ولن تتوقف حتى استئصال هذا الشر الذي يغذيه دعاة الفكر المتطرف والإرهاب الذين يطلون علينا من بعض الفضائيات ومنصات الارتزاق، وترعاه بعض الأنظمة في منطقتنا وفي مقدمتها نظام ملالي طهران. ويطل علينا التطرف من خلال الكتب الصفراء المنتشرة باسم مفتين أطلقوا العنان لجنونهم وتعطشهم لسفك أرواح الأبرياء ونشر الدمار والخراب. وعن طريق بعض مواقع التواصل الاجتماعي المعروفة بنشر تلك الأفكار المتطرفة وتزيينها لتجنيد أصحاب السوابق من المجرمين ومدمني المخدرات واللصوص والقتلة لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية لدخول الجنة الموعودة والظفر بحور العين!
قلوبنا مع أسر الضحايا، ونترحم على أرواح أبرياء سقطوا لتنتصر الحياة وقيم الإنسانية في وجه البرابرة من «دواعش» وخوارج العصر.